بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
شروط استجابة الدعاء
صفحة 1 من اصل 1
شروط استجابة الدعاء
شروط استجابة الدعاء
المفتي
عطية صقر .
مايو 1997
المبادئ
القرآن والسنة
السؤال
إذا كان رب العزة قال {ادعونى أستجب لكم } فلماذا أدعو كثيرا ولا يستجيب دعائى ؟
الجواب
أمرنا اللّه بالدعاء ووعد بالإجابة فقال سبحانه {وقالى ربكم ادعونى استجب لكم } غافر: 60 ، وذكر القرآن الكريم أن بعض الناس دعوا ربهم فاستجاب لهم كقوله {وأيوب إذ نادى ربه أن مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين . فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين } الأنبياء : 83 ، 84 وقوله {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين .
فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه } الأنبياء : 89 ، 90 وكقوله فى غزوة بدر {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين } الأنفال : 9 .
إذا كان هذا كلام اللّه وهو صادق فى الاستجابة لمن يدعوه ، فما هو السر فى أن بعض الناس يدعون ولا يستجاب لهم ؟ والجواب أن الطبيب إذا وصف دواء قد يكون مركبا من عدة مواد، ولا يكتفى بذلك بل يبين للمريض كيفية الاستعمال بتحديد المواعيد وتحديد ما يتناول من طعام وما يمتنع عنه ، ولو نفذ المريض كل ذلك كان هناك أمل كبير فى الشفاء ، وبخاصة إذا كان الطبيب مختصا وثقة المريض به قوية .
لقد ذكر الله حوادث فى استجابة الدعاء من مثل أيوب وزكريا وذى النون ، ولكن ذكر عقب ذلك مباشرة لماذا كان دعاؤهم وسيلة لكشف ما بهم من ضر وتحقيق ما يرجون من خير فقال {إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } لأنبياء : 90 .
لابد من امتثال أوامر اللّه كلها من عبادات وغيرها ، مع إقبال النفس عليها والحب لها، ولابد من يكون الدعاء خالصا صادرا من أعماق النفس ، مع استشعار عظمة اللّه ولطفه ورحمته ، ومع خوفه العظيم أن يرسه خائبا ، وأن يكون ذهنه حاضرا غير شارد، مركزًا غير مشتت ، ومن تمام المسارعة فى الخيرات البعد عن الحرام ، فالحرام من أخطر العوائق التى تحول دون استجابة الدعاء ، وقد صح فى الحديث "أن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ويقول : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له " رواه مسلم وكان من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبى وقاص أن يطيب مطعمه ليستجيب الله دعاءه كما رواه الطبرانى .
وإذا كان الداعى على هذه الصفة المطلوبة ولم يستجب له حالا بما دعا إليه ، فلا يقل : دعوت فلم يستجب لى، فالحديث يقول "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لى" رواه البخارى ومسلم ، وإذا تأخرت الاستجابة بالمطلوب فقد تكون الاستجابة ببديل خير منه ، وقد تدخر ليوم القيامة وذلك أفضل من متعة الدنيا الزائلة ، فقد روى أحمد والبزار. وأبو يعلى بأسانيد جيدة عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث ، إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا : إذا نكثر، قال "الله أكثر" وروى أحمد والترمذى وقال حسن صحيح قريبا من ذلك .
هذا ، وقد وجه سؤال إلى الصوفى إبراهيم بن أدهم : ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فأخبرهم أنهم قصروا فى طاعة الله وارتكبوا معاصيه .
وذكر أمثلة لذلك ، وكلها وغيرها يدل على أن الداعى لابد أن يرضى الله أولا حتى يكافئه الله بقبول دعائه ، وأن يكون قوى الإيمان والرجاء والثقة فى استجابة الدعاء ، وألا يشك فى وعد الله ، بل الأولى أن يشك فى نفسه هو، هل أدى الواجب لله أم لا ؟ والموضوع مبسوط فى كتب الحديث والأخلاق يرجع إليها من يريد الاستزادة
المفتي
عطية صقر .
مايو 1997
المبادئ
القرآن والسنة
السؤال
إذا كان رب العزة قال {ادعونى أستجب لكم } فلماذا أدعو كثيرا ولا يستجيب دعائى ؟
الجواب
أمرنا اللّه بالدعاء ووعد بالإجابة فقال سبحانه {وقالى ربكم ادعونى استجب لكم } غافر: 60 ، وذكر القرآن الكريم أن بعض الناس دعوا ربهم فاستجاب لهم كقوله {وأيوب إذ نادى ربه أن مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين . فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين } الأنبياء : 83 ، 84 وقوله {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين .
فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه } الأنبياء : 89 ، 90 وكقوله فى غزوة بدر {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملائكة مردفين } الأنفال : 9 .
إذا كان هذا كلام اللّه وهو صادق فى الاستجابة لمن يدعوه ، فما هو السر فى أن بعض الناس يدعون ولا يستجاب لهم ؟ والجواب أن الطبيب إذا وصف دواء قد يكون مركبا من عدة مواد، ولا يكتفى بذلك بل يبين للمريض كيفية الاستعمال بتحديد المواعيد وتحديد ما يتناول من طعام وما يمتنع عنه ، ولو نفذ المريض كل ذلك كان هناك أمل كبير فى الشفاء ، وبخاصة إذا كان الطبيب مختصا وثقة المريض به قوية .
لقد ذكر الله حوادث فى استجابة الدعاء من مثل أيوب وزكريا وذى النون ، ولكن ذكر عقب ذلك مباشرة لماذا كان دعاؤهم وسيلة لكشف ما بهم من ضر وتحقيق ما يرجون من خير فقال {إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } لأنبياء : 90 .
لابد من امتثال أوامر اللّه كلها من عبادات وغيرها ، مع إقبال النفس عليها والحب لها، ولابد من يكون الدعاء خالصا صادرا من أعماق النفس ، مع استشعار عظمة اللّه ولطفه ورحمته ، ومع خوفه العظيم أن يرسه خائبا ، وأن يكون ذهنه حاضرا غير شارد، مركزًا غير مشتت ، ومن تمام المسارعة فى الخيرات البعد عن الحرام ، فالحرام من أخطر العوائق التى تحول دون استجابة الدعاء ، وقد صح فى الحديث "أن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ويقول : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام فأنى يستجاب له " رواه مسلم وكان من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبى وقاص أن يطيب مطعمه ليستجيب الله دعاءه كما رواه الطبرانى .
وإذا كان الداعى على هذه الصفة المطلوبة ولم يستجب له حالا بما دعا إليه ، فلا يقل : دعوت فلم يستجب لى، فالحديث يقول "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لى" رواه البخارى ومسلم ، وإذا تأخرت الاستجابة بالمطلوب فقد تكون الاستجابة ببديل خير منه ، وقد تدخر ليوم القيامة وذلك أفضل من متعة الدنيا الزائلة ، فقد روى أحمد والبزار. وأبو يعلى بأسانيد جيدة عن أبى سعيد الخدرى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث ، إما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له فى الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا : إذا نكثر، قال "الله أكثر" وروى أحمد والترمذى وقال حسن صحيح قريبا من ذلك .
هذا ، وقد وجه سؤال إلى الصوفى إبراهيم بن أدهم : ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فأخبرهم أنهم قصروا فى طاعة الله وارتكبوا معاصيه .
وذكر أمثلة لذلك ، وكلها وغيرها يدل على أن الداعى لابد أن يرضى الله أولا حتى يكافئه الله بقبول دعائه ، وأن يكون قوى الإيمان والرجاء والثقة فى استجابة الدعاء ، وألا يشك فى وعد الله ، بل الأولى أن يشك فى نفسه هو، هل أدى الواجب لله أم لا ؟ والموضوع مبسوط فى كتب الحديث والأخلاق يرجع إليها من يريد الاستزادة
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 903
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مارس 05, 2024 8:48 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة الحادي عشر في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجمعة يناير 19, 2024 9:07 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة العاشرة في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الخميس يناير 11, 2024 11:48 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة التاسعة في الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
السبت يناير 06, 2024 3:29 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لمرافقة النبي في الجنة صلى الله عليه وسلم
الجمعة ديسمبر 29, 2023 9:06 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة الثامنة في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخميس ديسمبر 28, 2023 11:29 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» رفقا بالقوارير ، ما معناها الصحيح
الإثنين ديسمبر 25, 2023 12:53 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة السابعة في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخميس ديسمبر 21, 2023 10:36 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة السادسة في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء ديسمبر 19, 2023 11:02 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة الخامسة في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء ديسمبر 19, 2023 11:01 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة الرابعة في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخميس نوفمبر 30, 2023 1:22 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لماذا يحاربون المقاومة الفلسطينية ؟
الخميس نوفمبر 30, 2023 1:21 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» خروج المني من فرج المرأة بعد الغسل ، فما حكمه ؟
الخميس نوفمبر 23, 2023 10:38 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة الثالث في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخميس نوفمبر 23, 2023 11:44 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الفضيلة الثانية في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
الجمعة نوفمبر 17, 2023 12:59 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان