بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
كم عدد صلاة التراويح
صفحة 1 من اصل 1
كم عدد صلاة التراويح
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
حجة من قال: (إنَّ صلاة التراويح عشرون ركعة)
إن أدلة جمهور العلماء والأئمة الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية, على أن التراويح عشرون ركعة هي كثيرة نذكر جملة منها :
1-روى البيهقي في (معرفة السنن والآثار) عن السائب بن يزيد قال: (كنا نقوم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشرين ركعة والوتر).قال النووي في (الخلاصة) : إسناده صحيح كما نقله القارئ في (المرقاة) وابن الهمام في (فتح القدير).
2- روى الإمام مالك في (الموطأ) عن يزيد بن رومان أنه قال : ( كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث وعشرين ركعة)-أي :مع الوتر-وإسناده قوي كما نبه على قوته في (بذل المجهود).
3-روى ابن أبي شيبة عن يحيى بن سعيد (أنَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه أمَرَ رجلاً يصلي بهم عشرين ركعة) إسناده قوي.
4-روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد العزيز بن رفيع قال كان أبي بن كعب رضي الله عنه يُصلي بالناس في رمضان بالمدينة عشرين ركعة,يوتر بثلاث) إسناده قوي كما في (بذل المجهود).
5-روى ابن أبي شيبة ,هن عطاء قال: (أدركت الناس وهم يصلون ثلاثاً وعشرين ركعةً بالوتر)إسناده حسن كما في(بذل المجهود).
6-روى البيهقي عن أبي الخطيب قال كان يَؤُمنا سويد بن غفلة في رمضان,فيصلي خمس ترويحات,عشرين ركعة)وإسناده حسن كما في (بذل المجهود).
7-روى ابن أبي شيبة عن نافع قال كان ابن أبي مليكة يصلي بنا في شهر رمضان عشرين ركعة)إسناده صحيح.
8-روى ابن أبي شيبة عن سعد بن عبيد أن علي بن ربيعة كان يصلي بهم في رمضان خمس ترويحات –أي:عشرين ركعة-ويوتر بثلاث) إسناده صحيح,كما نبه على ذلك كله في بذل المجهود شرح سنن أب داود).
9-روى محمد بن نصر في باب عدد الركعات التي يقوم بها الإمام للناس في رمضان, عن زيد بن وهب قال : كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يصلي بنا في شهر رمضان فينصرف وعليه ليل , قال الأعمش : كان ابن مسعود رضي الله عنه يصلي عشرين ركعة ,ويوتر بثلاث.
10-وروى محمد بن نصر أيضاً في الباب المتقدم, عن عبد الله بن قيس ,عن شتير –وكان من أصحاب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم المعدودين-أنه كان يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث.
فهذه الأحاديث والآثار باجتماع بعضها إلى بعض وتقوية بعضها لبعض , تثبت بها حجة صحيحة وأدلة صريحة أن صلاة التراويح هي عشرون ركعة وذلك من وجوه متعددة:
1-هذه الآثار بجميعها تدل على أن عدد العشرين له أصل في عمل الجماهير من الصحابة والتابعين الذين تقدم ذكرهم , وأن صلاة التراويح عشرون ركعة ليس قولاً ضعيفاً ,بل جرى عليه جماهير الصحابة و التابعين ,كما دلت عليه الآثارالسابقة.
2-إن هؤلاء الأئمة من الصحابة والتابعين الذين تقدم ذكرهم ليسوا بمبتدعين ولكنهم متبعون سنن النبي صلى الله عليه وسلم فمن المحال ديناً وشرعاً أن يصلوا في رمضان بعشرين ركعة ويؤموا بالناس وتتبعهم الجماهير من الناس يقتدون بهم , من المحال أن يكون ذلك من تلقاء أنفسهم دون أن يكون لهم دليل ثابت عنه صلى الله عليه وسلم بعدد العشرين.
3-أتظن أن عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنه ومن بعدهم من التابعين الذين تقدم ذكرهم, أتظنُّ أنهم تركوا العمل بالحديث الذي يدل على أن صلاة التراويح ثمانية وصلوها عشرين ركعة من غير دليل ثابت عنه صلى الله عليه وسلم.كلا وحاشاهم من ذلك.
بل لا بد وأن لهم من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يثبت هذا العدد العشرين ولو لم تصل إلينا روايته بالاتصال والإسناد الصحيح.
4-يؤيد ما ذكرناه ,ما روى الطبراني وابن أبي شيبة والبيهقي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما,أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة سوى الوتر وإسناده ضعيف ولكن الآثار المتقدمة تؤيده وتنهض به.
5-إن تمسك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالسنة ومخالفته للبدعة وهو أمر معروف به , مشهور عنه فقد صح عنه أنه لما قبل الحجر الأسود قال قد علمت أنك لا تضر و لا تنفع أما والله لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ). فلولا أنه ثبت لديه عدد العشرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان أقدم على ذلك ولما حمل الناس عليه.
6-إن سكوت الصحابة رضي الله عنهم وإقرارهم لجمل عمر رضي الله عنه الناس على صلاة التراويح عشرين ركعة : دليل على ثبوت هذا الأمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,سيما والسيدة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها فإن سكوتها وعدم اعتراضها دليل الموافقة على حقيقة فعل عمر رضي الله عنه,إذ لو كان فعل عمر رضي الله عنه غير موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لاعترضته الصديقة رضي الله عنها, فإنه ليس جباراً يخشى من نقده واعتراضه-كما يدل على موقفه مع المرأة.
فقد روى الحافظ أبو يعلى بإسناده عن مروان قال: ركب عمر بن الخطاب رضي الله عنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس ما إكثاركم في صَدَاق النساء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجعلون الصَدُقات-أي : المهور-فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليه فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم) ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم؟,فقال : نعم ,فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟فقال وأيُّ ذلك . فقالت : أما سمعت الله تعالى يقول :{وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً}.
فقال عمر: اللهم اغفر.كل الناس أفقه منك يا عمر. وفي رواية: امرأة أصابت ورجل أخطأ.
ثم رجع فركب المنبر فقال: أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم,فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل. إسناده جيد قوي.
7-إن أمر عمر رضي الله عنه للناس أن يصلوا التراويح عشرين ركعة وهو قول لا مجال للرأي والاجتهاد فيه فلا بد وأن دليلا من المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في (الاختيار) عن أبي يوسف قال : سألت أبا حنيفة عن التراويح وما فعله عمر فقال التراويح سنة مؤكدة.
فقال : التراويح سنة مؤكدة ولم يتخرصه عمر رضي الله عنه من تلقاء نفسه ولم يكن فيها مبتدعاً ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
8-إذا صلينا صلاة التراويح عشرين ركعة لا نكون خالفنا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وسنته بل نكون حققنا العمل صلى الله عليه وسلم و طبقناها على الوجه الذي فهمه الصحابة من سنة التراويح فإن عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي ابن كعب رضي الله عنهم قد صلوها عشرين ركعة وهم متبعون لسنته صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة عندهم,فإذا صليناها نحن كذلك فقد عملنا بالسنة وفقاً لما ثبت عندهم من عدد العشرين.
9-إذا صلينا صلاة التراويح عشرين ركعة نكون قد حققنا العمل بسنة التراويح على الوجه الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر) رواه الترمذي.
وقوله صلى الله عليه وسلم فإنه من يعش منكم من بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة).
وبهذا يعلم أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضي الله عنه ليسوا بمبتدعة بل هم أئمة مُتَّبَعة ونحن إذا صليناها عشرين ركعة نكون وافقنا اتباع الحق الثابت عنه صلى الله عليه وآله وسلم على الوجه الذي فهمه عمر رضي الله عنه وثبت لديه وحمل عليه الناس.
فقد روى الترمذي وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإنَّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه).
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر رضي الله عنه.
فيقال لمن أنكر عدد العشرين وزعم أن الحق خلاف ما أمر به عمر رضي الله عنه: بل الحق هو عدد العشرين كما أمر عمر رضي الله عنه بذلك وأقره الصحابة لأن الله تعالى جعل الحق على لسانه وقلبه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم.
10-ولا يعارض في هذا ما جاء في (الموطأ) من أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد أمر أن يُصَلَّى التراويح مع الوتر إحدى عشر ركعة فإن هذا محمول على أنه كان أمر بذلك في مبدأ الأمر كما ثبت في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي تقدم ثم بعد ذلك أمر أن يصلوا التراويح عشرين ركعة لما ثبت عنده وعند غيره من أنه صلى الله عليه وسلم صلاها عشرين بدليل استقرار أمرهم عليه.
11-يدل على ذلك أن الإمام مالكاً رضي الله عنه الذي روى عدد الثمانية وعدد العشرين لم يأخذ برواية الثمانية بل أخذ برواية عدد العشرين كما جاء في مختصر خليل قال : ثم جعلت ستاً وثلاثين.
قال الشارح: وهو اختيار مالك في (المدونة) قائلاً : هو الذي لم يزل عليه عمل الناس أي : في المدينة المنورة.
وأخيراً نقول : إن الذين تقدم ذكرهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم قد أثبتوا عدد العشرين وكذلك الأئمة الأربعة ومن يلوذ بهم, جميع هؤلاء أمناء أتقياء ورعون متبعون غير مبتدعين فاستجهالهم والطعن فيهم أو تخوينهم في النقل يؤدي إلى الطعن في صميم الشريعة وأحكامها لأنهم نقلة الشريعة ورجال سندها.
ولا بد من إجمال القول في هذا الفصل لأنه يحتاج إلى رسالة خاصة.والله ولي التوفيق.
بقلم الإمام المحدث المفسر الشيخ :عبد الله سراج الدين الحسيني.
من كتاب : الأدعية والأذكار الواردة آناء الليل وأطراف النهار.
نقله إليكم أخوكم في الله : محمد ششمان
راجين من الله التوفيق ومن عباده الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
حجة من قال: (إنَّ صلاة التراويح عشرون ركعة)
إن أدلة جمهور العلماء والأئمة الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية, على أن التراويح عشرون ركعة هي كثيرة نذكر جملة منها :
1-روى البيهقي في (معرفة السنن والآثار) عن السائب بن يزيد قال: (كنا نقوم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعشرين ركعة والوتر).قال النووي في (الخلاصة) : إسناده صحيح كما نقله القارئ في (المرقاة) وابن الهمام في (فتح القدير).
2- روى الإمام مالك في (الموطأ) عن يزيد بن رومان أنه قال : ( كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاث وعشرين ركعة)-أي :مع الوتر-وإسناده قوي كما نبه على قوته في (بذل المجهود).
3-روى ابن أبي شيبة عن يحيى بن سعيد (أنَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه أمَرَ رجلاً يصلي بهم عشرين ركعة) إسناده قوي.
4-روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد العزيز بن رفيع قال كان أبي بن كعب رضي الله عنه يُصلي بالناس في رمضان بالمدينة عشرين ركعة,يوتر بثلاث) إسناده قوي كما في (بذل المجهود).
5-روى ابن أبي شيبة ,هن عطاء قال: (أدركت الناس وهم يصلون ثلاثاً وعشرين ركعةً بالوتر)إسناده حسن كما في(بذل المجهود).
6-روى البيهقي عن أبي الخطيب قال كان يَؤُمنا سويد بن غفلة في رمضان,فيصلي خمس ترويحات,عشرين ركعة)وإسناده حسن كما في (بذل المجهود).
7-روى ابن أبي شيبة عن نافع قال كان ابن أبي مليكة يصلي بنا في شهر رمضان عشرين ركعة)إسناده صحيح.
8-روى ابن أبي شيبة عن سعد بن عبيد أن علي بن ربيعة كان يصلي بهم في رمضان خمس ترويحات –أي:عشرين ركعة-ويوتر بثلاث) إسناده صحيح,كما نبه على ذلك كله في بذل المجهود شرح سنن أب داود).
9-روى محمد بن نصر في باب عدد الركعات التي يقوم بها الإمام للناس في رمضان, عن زيد بن وهب قال : كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يصلي بنا في شهر رمضان فينصرف وعليه ليل , قال الأعمش : كان ابن مسعود رضي الله عنه يصلي عشرين ركعة ,ويوتر بثلاث.
10-وروى محمد بن نصر أيضاً في الباب المتقدم, عن عبد الله بن قيس ,عن شتير –وكان من أصحاب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنهم المعدودين-أنه كان يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة ويوتر بثلاث.
فهذه الأحاديث والآثار باجتماع بعضها إلى بعض وتقوية بعضها لبعض , تثبت بها حجة صحيحة وأدلة صريحة أن صلاة التراويح هي عشرون ركعة وذلك من وجوه متعددة:
1-هذه الآثار بجميعها تدل على أن عدد العشرين له أصل في عمل الجماهير من الصحابة والتابعين الذين تقدم ذكرهم , وأن صلاة التراويح عشرون ركعة ليس قولاً ضعيفاً ,بل جرى عليه جماهير الصحابة و التابعين ,كما دلت عليه الآثارالسابقة.
2-إن هؤلاء الأئمة من الصحابة والتابعين الذين تقدم ذكرهم ليسوا بمبتدعين ولكنهم متبعون سنن النبي صلى الله عليه وسلم فمن المحال ديناً وشرعاً أن يصلوا في رمضان بعشرين ركعة ويؤموا بالناس وتتبعهم الجماهير من الناس يقتدون بهم , من المحال أن يكون ذلك من تلقاء أنفسهم دون أن يكون لهم دليل ثابت عنه صلى الله عليه وسلم بعدد العشرين.
3-أتظن أن عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنه ومن بعدهم من التابعين الذين تقدم ذكرهم, أتظنُّ أنهم تركوا العمل بالحديث الذي يدل على أن صلاة التراويح ثمانية وصلوها عشرين ركعة من غير دليل ثابت عنه صلى الله عليه وسلم.كلا وحاشاهم من ذلك.
بل لا بد وأن لهم من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يثبت هذا العدد العشرين ولو لم تصل إلينا روايته بالاتصال والإسناد الصحيح.
4-يؤيد ما ذكرناه ,ما روى الطبراني وابن أبي شيبة والبيهقي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما,أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة سوى الوتر وإسناده ضعيف ولكن الآثار المتقدمة تؤيده وتنهض به.
5-إن تمسك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالسنة ومخالفته للبدعة وهو أمر معروف به , مشهور عنه فقد صح عنه أنه لما قبل الحجر الأسود قال قد علمت أنك لا تضر و لا تنفع أما والله لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ). فلولا أنه ثبت لديه عدد العشرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان أقدم على ذلك ولما حمل الناس عليه.
6-إن سكوت الصحابة رضي الله عنهم وإقرارهم لجمل عمر رضي الله عنه الناس على صلاة التراويح عشرين ركعة : دليل على ثبوت هذا الأمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,سيما والسيدة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها فإن سكوتها وعدم اعتراضها دليل الموافقة على حقيقة فعل عمر رضي الله عنه,إذ لو كان فعل عمر رضي الله عنه غير موافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم لاعترضته الصديقة رضي الله عنها, فإنه ليس جباراً يخشى من نقده واعتراضه-كما يدل على موقفه مع المرأة.
فقد روى الحافظ أبو يعلى بإسناده عن مروان قال: ركب عمر بن الخطاب رضي الله عنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس ما إكثاركم في صَدَاق النساء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجعلون الصَدُقات-أي : المهور-فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليه فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم) ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربعمائة درهم؟,فقال : نعم ,فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟فقال وأيُّ ذلك . فقالت : أما سمعت الله تعالى يقول :{وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً}.
فقال عمر: اللهم اغفر.كل الناس أفقه منك يا عمر. وفي رواية: امرأة أصابت ورجل أخطأ.
ثم رجع فركب المنبر فقال: أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم,فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب فليفعل. إسناده جيد قوي.
7-إن أمر عمر رضي الله عنه للناس أن يصلوا التراويح عشرين ركعة وهو قول لا مجال للرأي والاجتهاد فيه فلا بد وأن دليلا من المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في (الاختيار) عن أبي يوسف قال : سألت أبا حنيفة عن التراويح وما فعله عمر فقال التراويح سنة مؤكدة.
فقال : التراويح سنة مؤكدة ولم يتخرصه عمر رضي الله عنه من تلقاء نفسه ولم يكن فيها مبتدعاً ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
8-إذا صلينا صلاة التراويح عشرين ركعة لا نكون خالفنا فعل النبي صلى الله عليه وسلم وسنته بل نكون حققنا العمل صلى الله عليه وسلم و طبقناها على الوجه الذي فهمه الصحابة من سنة التراويح فإن عمر بن الخطاب وابن مسعود وأبي ابن كعب رضي الله عنهم قد صلوها عشرين ركعة وهم متبعون لسنته صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة عندهم,فإذا صليناها نحن كذلك فقد عملنا بالسنة وفقاً لما ثبت عندهم من عدد العشرين.
9-إذا صلينا صلاة التراويح عشرين ركعة نكون قد حققنا العمل بسنة التراويح على الوجه الذي أمرنا به رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث قال اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر) رواه الترمذي.
وقوله صلى الله عليه وسلم فإنه من يعش منكم من بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة).
وبهذا يعلم أن أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضي الله عنه ليسوا بمبتدعة بل هم أئمة مُتَّبَعة ونحن إذا صليناها عشرين ركعة نكون وافقنا اتباع الحق الثابت عنه صلى الله عليه وآله وسلم على الوجه الذي فهمه عمر رضي الله عنه وثبت لديه وحمل عليه الناس.
فقد روى الترمذي وصححه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإنَّ الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه).
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر رضي الله عنه.
فيقال لمن أنكر عدد العشرين وزعم أن الحق خلاف ما أمر به عمر رضي الله عنه: بل الحق هو عدد العشرين كما أمر عمر رضي الله عنه بذلك وأقره الصحابة لأن الله تعالى جعل الحق على لسانه وقلبه بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم.
10-ولا يعارض في هذا ما جاء في (الموطأ) من أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قد أمر أن يُصَلَّى التراويح مع الوتر إحدى عشر ركعة فإن هذا محمول على أنه كان أمر بذلك في مبدأ الأمر كما ثبت في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي تقدم ثم بعد ذلك أمر أن يصلوا التراويح عشرين ركعة لما ثبت عنده وعند غيره من أنه صلى الله عليه وسلم صلاها عشرين بدليل استقرار أمرهم عليه.
11-يدل على ذلك أن الإمام مالكاً رضي الله عنه الذي روى عدد الثمانية وعدد العشرين لم يأخذ برواية الثمانية بل أخذ برواية عدد العشرين كما جاء في مختصر خليل قال : ثم جعلت ستاً وثلاثين.
قال الشارح: وهو اختيار مالك في (المدونة) قائلاً : هو الذي لم يزل عليه عمل الناس أي : في المدينة المنورة.
وأخيراً نقول : إن الذين تقدم ذكرهم من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم قد أثبتوا عدد العشرين وكذلك الأئمة الأربعة ومن يلوذ بهم, جميع هؤلاء أمناء أتقياء ورعون متبعون غير مبتدعين فاستجهالهم والطعن فيهم أو تخوينهم في النقل يؤدي إلى الطعن في صميم الشريعة وأحكامها لأنهم نقلة الشريعة ورجال سندها.
ولا بد من إجمال القول في هذا الفصل لأنه يحتاج إلى رسالة خاصة.والله ولي التوفيق.
بقلم الإمام المحدث المفسر الشيخ :عبد الله سراج الدين الحسيني.
من كتاب : الأدعية والأذكار الواردة آناء الليل وأطراف النهار.
نقله إليكم أخوكم في الله : محمد ششمان
راجين من الله التوفيق ومن عباده الدعاء.
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 918
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
رد: كم عدد صلاة التراويح
ركعات صلاة التراويح
ar - en - fr - ur - id - zh
لقد سألت هذا السؤال من قبل وأرجو الإجابة عنه بما يفيدني فإنني تلقيت إجابة غير مرضية والسؤال عن التراويح هل هي 11 ركعة أم 20 ركعة . فالسنة تقول 11 والشيخ الألباني رحمه الله في كتاب القيام والتراويح يقول 11 ركعة وبعض الناس يذهبون للمسجد الذي يصلي 11 ركعة والبعض الآخر يذهبون للمسجد الذي يصلي 20 ركعة وأصبحت المسألة حساسة هنا في الولايات المتحدة فمن يصلي 11 يلوم الذي يصلي 20 والعكس وصارت فتنة حتى في المسجد الحرام يصلون 20 ركعة .
لماذا تختلف الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي عن السنة . لماذا يصلون التراويح 20 ركعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ؟.
الحمد لله
لا نرى أن يتعامل المسلم مع المسائل الاجتهادية بين أهل العلم بمثل هذه الحساسية فيجعل منها سبباً لحصول الفرقة والفتن بين المسلمين .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند الكلام على مسألة من يصلي مع الإمام عشر ركعات ثم يجلس وينتظر صلاة الوتر ولا يكمل صلاة التراويح مع الإمام :
ويؤسفنا كثيراً أن نجد في الأمة الإسلامية المتفتحة فئة تختلف في أمور يسوغ فيها الخلاف ، فتجعل الخلاف فيها سبباً لاختلاف القلوب ، فالخلاف في الأمة موجود في عهد الصحابة ، ومع ذلك بقيت قلوبهم متفقة .
فالواجب على الشباب خاصة ، وعلى كل الملتزمين أن يكونوا يداً واحدةً ومظهراً واحداً ؛ لأن لهم أعداءً يتربصون بهم الدوائر .
" الشرح الممتع " ( 4 / 225 ) .
وقد غلا في هذه المسألة طائفتان ، الأولى أنكرت على من زاد على إحدى عشر ركعة وبدَّعت فعله ، والثانية أنكروا على من اقتصر على إحدى عشر ركعة وقالوا : إنهم خالفوا الإجماع .
ولنسمع إلى توجيه من الشيخ الفاضل ابن عثيمين رحمه الله حيث يقول :
وهنا نقول : لا ينبغي لنا أن نغلو أو نفرط ، فبعض الناس يغلو من حيث التزام السنة في العدد، فيقول : لا تجوز الزيادة على العدد الذي جاءت به السنَّة ، وينكر أشدَّ النكير على من زاد على ذلك ، ويقول : إنه آثم عاصٍ .
وهذا لا شك أنه خطأ ، وكيف يكون آثماً عاصياً وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال : مثنى مثنى ، ولم يحدد بعدد ، ومن المعلوم أن الذي سأله عن صلاة الليل لا يعلم العدد ؛ لأن من لا يعلم الكيفية فجهله بالعدد من باب أولى ، وهو ليس ممن خدم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نقول إنه يعلم ما يحدث داخل بيته ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن له كيفية الصلاة دون أن يحدد له بعدد : عُلم أن الأمر في هذا واسع ، وأن للإنسان أن يصلِّيَ مائة ركعة ويوتر بواحدة .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " فهذا ليس على عمومه حتى عند هؤلاء ، ولهذا لا يوجبون على الإنسان أن يوتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع ، ولو أخذنا بالعموم لقلنا يجب أن توتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع سرداً ، وإنما المراد : صلوا كما رأيتموني أصلي في الكيفية ، أما في العدد فلا إلا ما ثبت النص بتحديده .
وعلى كلٍّ ينبغي للإنسان أن لا يشدد على الناس في أمر واسع ، حتى إنا رأينا من الإخوة الذين يشددون في هذا مَن يبدِّعون الأئمة الذين يزيدون على إحدى عشرة ، ويخرجون من المسجد فيفوتهم الأجر الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم " من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة " رواه الترمذي ( 806 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 646 ) ، وقد يجلسون إذا صلوا عشر ركعات فتنقطع الصفوف بجلوسهم ، وربما يتحدثون أحياناً فيشوشون على المصلين .
ونحن لا نشك بأنهم يريدون الخير ، وأنهم مجتهدون ، لكن ليس كل مجتهدٍ يكون مصيباً .
والطرف الثاني : عكس هؤلاء ، أنكروا على من اقتصر على إحدى عشرة ركعة إنكاراً عظيماً، وقالوا : خرجتَ عن الإجماع قال تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } ، فكل من قبلك لا يعرفون إلا ثلاثاً وعشرين ركعة ، ثم يشدِّدون في النكير ، وهذا أيضاً خطأ .
" الشرح الممتع " ( 4 / 73 – 75 ) .
أما الدليل الذي استدل القائلون بعدم جواز الزيادة في صلاة التراويح على ثمان ركعات فهو حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها : " كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت : ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر قال يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي " .
رواه البخاري ( 1909 ) ومسلم ( 738 ) .
فقالوا : هذا الحديث يدل على المداومة لرسول الله في صلاته في الليل في رمضان وغيره .
وقد ردَّ العلماء على الاستدلال بهذا الحديث بأن هذا من فعله صلى الله عليه وسلَّم ، والفعل لا يدل على الوجوب .
ومن الأدلة الواضحة على أن صلاة الليل ومنها صلاة التراويح غير مقيدة بعدد حديث ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلَّى " .
رواه البخاري ( 946 ) ومسلم ( 749 ) .
ونظرة إلى أقوال العلماء في المذاهب المعتبرة تبين لك أن الأمر في هذا واسع ، وأنه لا حرج في الزيادة على إحدى عشرة ركعة :
قال السرخسي وهو من أئمة المذهب الحنفي :
فإنها عشرون ركعة سوى الوتر عندنا .
" المبسوط " ( 2 / 145 ) .
وقال ابن قدامة :
والمختار عند أبي عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) رحمه الله ، فيها عشرون ركعة ، وبهذا قال الثوري ، وأبو حنيفة ، والشافعي ، وقال مالك : ستة وثلاثون .
" المغني " ( 1 / 457 ) .
وقال النووي :
صلاة التراويح سنة بإجماع العلماء ، ومذهبنا أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات وتجوز منفردا وجماعة .
" المجموع " ( 4 / 31 ) .
فهذه مذاهب الأئمة الأربعة في عدد ركعات صلاة التراويح وكلهم قالوا بالزيادة على إحدى عشرة ركعة ، ولعل من الأسباب التي جعلتهم يقولون بالزيادة على إحدى عشرة ركعة :
1- أنهم رأوا أن حديث عائشة رضي الله عنها لا يقتضي التحديد بهذا العدد .
2- وردت الزيادة عن كثير من السلف .
انظر : المغني ( 2 / 604 ) ، والمجموع ( 4 / 32 )
3- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة وكان يطيلها جداً حتى كان يستوعب بها عامة الليل ، بل في إحدى الليالي التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم صلاة التراويح بأصحابه لم ينصرف من الصلاة إلا قبيل طلوع الفجر حتى خشي الصحابة أن يفوتهم السحور ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحبون الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستطيلونها فرأى العلماء أن الإمام إذا أطال الصلاة إلى هذا الحد شق ذلك على المأمومين وربما أدى ذلك إلى تنفيرهم فرأوا أن الإمام يخفف من القراءة ويزيد من عدد الركعات .
والحاصل : أن من صلى إحدى عشرة ركعة على الصفة الواردة عن الني صلى الله عليه وسلم فقد أحسن وأصاب السنة ، ومن خفف القراءة وزاد عدد الركعات فقد أحسن ، ولا إنكار على من فعل أحد الأمرين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
والتراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد : عشرين ركعة أو : كمذهب مالك ستا وثلاثين ، أو ثلاث عشرة ، أو إحدى عشرة فقد أحسن ، كما نص عليه الإمام أحمد لعدم التوقيف فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره .
الاختيارات ص ( 64 ) .
قال السيوطي :
الذي وردت به الأحاديث الصحيحة والحسان الأمر بقيام رمضان والترغيب فيه من غير تخصيص بعدد ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح عشرين ركعة ، وإنما صلى ليالي صلاة لم يذكر عددها ، ثم تأخر في الليلة الرابعة خشية أن تفرض عليهم فيعجزوا عنها . وقال ابن حجر الهيثمي : لم يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح عشرين ركعة ، وما ورد أنه " كان يصلي عشرين ركعة " فهو شديد الضعف .
الموسوعة الفقهية ( 27 / 142 – 145 )
وبعد فلا تعجب أخي السائل من صلاة التراويح عشرين ركعة وقد سبقوا من أولئك الأئمة جيلا قبل جيل ، وفي كلٍّ خير .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ar - en - fr - ur - id - zh
لقد سألت هذا السؤال من قبل وأرجو الإجابة عنه بما يفيدني فإنني تلقيت إجابة غير مرضية والسؤال عن التراويح هل هي 11 ركعة أم 20 ركعة . فالسنة تقول 11 والشيخ الألباني رحمه الله في كتاب القيام والتراويح يقول 11 ركعة وبعض الناس يذهبون للمسجد الذي يصلي 11 ركعة والبعض الآخر يذهبون للمسجد الذي يصلي 20 ركعة وأصبحت المسألة حساسة هنا في الولايات المتحدة فمن يصلي 11 يلوم الذي يصلي 20 والعكس وصارت فتنة حتى في المسجد الحرام يصلون 20 ركعة .
لماذا تختلف الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي عن السنة . لماذا يصلون التراويح 20 ركعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ؟.
الحمد لله
لا نرى أن يتعامل المسلم مع المسائل الاجتهادية بين أهل العلم بمثل هذه الحساسية فيجعل منها سبباً لحصول الفرقة والفتن بين المسلمين .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند الكلام على مسألة من يصلي مع الإمام عشر ركعات ثم يجلس وينتظر صلاة الوتر ولا يكمل صلاة التراويح مع الإمام :
ويؤسفنا كثيراً أن نجد في الأمة الإسلامية المتفتحة فئة تختلف في أمور يسوغ فيها الخلاف ، فتجعل الخلاف فيها سبباً لاختلاف القلوب ، فالخلاف في الأمة موجود في عهد الصحابة ، ومع ذلك بقيت قلوبهم متفقة .
فالواجب على الشباب خاصة ، وعلى كل الملتزمين أن يكونوا يداً واحدةً ومظهراً واحداً ؛ لأن لهم أعداءً يتربصون بهم الدوائر .
" الشرح الممتع " ( 4 / 225 ) .
وقد غلا في هذه المسألة طائفتان ، الأولى أنكرت على من زاد على إحدى عشر ركعة وبدَّعت فعله ، والثانية أنكروا على من اقتصر على إحدى عشر ركعة وقالوا : إنهم خالفوا الإجماع .
ولنسمع إلى توجيه من الشيخ الفاضل ابن عثيمين رحمه الله حيث يقول :
وهنا نقول : لا ينبغي لنا أن نغلو أو نفرط ، فبعض الناس يغلو من حيث التزام السنة في العدد، فيقول : لا تجوز الزيادة على العدد الذي جاءت به السنَّة ، وينكر أشدَّ النكير على من زاد على ذلك ، ويقول : إنه آثم عاصٍ .
وهذا لا شك أنه خطأ ، وكيف يكون آثماً عاصياً وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال : مثنى مثنى ، ولم يحدد بعدد ، ومن المعلوم أن الذي سأله عن صلاة الليل لا يعلم العدد ؛ لأن من لا يعلم الكيفية فجهله بالعدد من باب أولى ، وهو ليس ممن خدم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نقول إنه يعلم ما يحدث داخل بيته ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن له كيفية الصلاة دون أن يحدد له بعدد : عُلم أن الأمر في هذا واسع ، وأن للإنسان أن يصلِّيَ مائة ركعة ويوتر بواحدة .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم " صلوا كما رأيتموني أصلي " فهذا ليس على عمومه حتى عند هؤلاء ، ولهذا لا يوجبون على الإنسان أن يوتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع ، ولو أخذنا بالعموم لقلنا يجب أن توتر مرة بخمس ، ومرة بسبع ، ومرة بتسع سرداً ، وإنما المراد : صلوا كما رأيتموني أصلي في الكيفية ، أما في العدد فلا إلا ما ثبت النص بتحديده .
وعلى كلٍّ ينبغي للإنسان أن لا يشدد على الناس في أمر واسع ، حتى إنا رأينا من الإخوة الذين يشددون في هذا مَن يبدِّعون الأئمة الذين يزيدون على إحدى عشرة ، ويخرجون من المسجد فيفوتهم الأجر الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم " من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة " رواه الترمذي ( 806 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 646 ) ، وقد يجلسون إذا صلوا عشر ركعات فتنقطع الصفوف بجلوسهم ، وربما يتحدثون أحياناً فيشوشون على المصلين .
ونحن لا نشك بأنهم يريدون الخير ، وأنهم مجتهدون ، لكن ليس كل مجتهدٍ يكون مصيباً .
والطرف الثاني : عكس هؤلاء ، أنكروا على من اقتصر على إحدى عشرة ركعة إنكاراً عظيماً، وقالوا : خرجتَ عن الإجماع قال تعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } ، فكل من قبلك لا يعرفون إلا ثلاثاً وعشرين ركعة ، ثم يشدِّدون في النكير ، وهذا أيضاً خطأ .
" الشرح الممتع " ( 4 / 73 – 75 ) .
أما الدليل الذي استدل القائلون بعدم جواز الزيادة في صلاة التراويح على ثمان ركعات فهو حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها : " كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟ فقالت : ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر قال يا عائشة إن عينيَّ تنامان ولا ينام قلبي " .
رواه البخاري ( 1909 ) ومسلم ( 738 ) .
فقالوا : هذا الحديث يدل على المداومة لرسول الله في صلاته في الليل في رمضان وغيره .
وقد ردَّ العلماء على الاستدلال بهذا الحديث بأن هذا من فعله صلى الله عليه وسلَّم ، والفعل لا يدل على الوجوب .
ومن الأدلة الواضحة على أن صلاة الليل ومنها صلاة التراويح غير مقيدة بعدد حديث ابن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : " صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلَّى " .
رواه البخاري ( 946 ) ومسلم ( 749 ) .
ونظرة إلى أقوال العلماء في المذاهب المعتبرة تبين لك أن الأمر في هذا واسع ، وأنه لا حرج في الزيادة على إحدى عشرة ركعة :
قال السرخسي وهو من أئمة المذهب الحنفي :
فإنها عشرون ركعة سوى الوتر عندنا .
" المبسوط " ( 2 / 145 ) .
وقال ابن قدامة :
والمختار عند أبي عبد الله ( يعني الإمام أحمد ) رحمه الله ، فيها عشرون ركعة ، وبهذا قال الثوري ، وأبو حنيفة ، والشافعي ، وقال مالك : ستة وثلاثون .
" المغني " ( 1 / 457 ) .
وقال النووي :
صلاة التراويح سنة بإجماع العلماء ، ومذهبنا أنها عشرون ركعة بعشر تسليمات وتجوز منفردا وجماعة .
" المجموع " ( 4 / 31 ) .
فهذه مذاهب الأئمة الأربعة في عدد ركعات صلاة التراويح وكلهم قالوا بالزيادة على إحدى عشرة ركعة ، ولعل من الأسباب التي جعلتهم يقولون بالزيادة على إحدى عشرة ركعة :
1- أنهم رأوا أن حديث عائشة رضي الله عنها لا يقتضي التحديد بهذا العدد .
2- وردت الزيادة عن كثير من السلف .
انظر : المغني ( 2 / 604 ) ، والمجموع ( 4 / 32 )
3- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة وكان يطيلها جداً حتى كان يستوعب بها عامة الليل ، بل في إحدى الليالي التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم صلاة التراويح بأصحابه لم ينصرف من الصلاة إلا قبيل طلوع الفجر حتى خشي الصحابة أن يفوتهم السحور ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يحبون الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم ولا يستطيلونها فرأى العلماء أن الإمام إذا أطال الصلاة إلى هذا الحد شق ذلك على المأمومين وربما أدى ذلك إلى تنفيرهم فرأوا أن الإمام يخفف من القراءة ويزيد من عدد الركعات .
والحاصل : أن من صلى إحدى عشرة ركعة على الصفة الواردة عن الني صلى الله عليه وسلم فقد أحسن وأصاب السنة ، ومن خفف القراءة وزاد عدد الركعات فقد أحسن ، ولا إنكار على من فعل أحد الأمرين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
والتراويح إن صلاها كمذهب أبي حنيفة ، والشافعي ، وأحمد : عشرين ركعة أو : كمذهب مالك ستا وثلاثين ، أو ثلاث عشرة ، أو إحدى عشرة فقد أحسن ، كما نص عليه الإمام أحمد لعدم التوقيف فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره .
الاختيارات ص ( 64 ) .
قال السيوطي :
الذي وردت به الأحاديث الصحيحة والحسان الأمر بقيام رمضان والترغيب فيه من غير تخصيص بعدد ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح عشرين ركعة ، وإنما صلى ليالي صلاة لم يذكر عددها ، ثم تأخر في الليلة الرابعة خشية أن تفرض عليهم فيعجزوا عنها . وقال ابن حجر الهيثمي : لم يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى التراويح عشرين ركعة ، وما ورد أنه " كان يصلي عشرين ركعة " فهو شديد الضعف .
الموسوعة الفقهية ( 27 / 142 – 145 )
وبعد فلا تعجب أخي السائل من صلاة التراويح عشرين ركعة وقد سبقوا من أولئك الأئمة جيلا قبل جيل ، وفي كلٍّ خير .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 918
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الاخ من الرضاع
أمس في 1:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» كيف وصل القرآن الكريم إلينا ؟
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:07 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لماذا يطلق على إيران بالصفوية
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم2
الخميس أكتوبر 24, 2024 3:07 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» العصا تنقلب الى مصباح منير
الخميس أكتوبر 24, 2024 12:51 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» أبو نواس ، يغفر الله تعالى الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 1:45 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» قصة بشار بن برد مع الحمار
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الوصية حرام بهذه الطريقة
السبت أكتوبر 19, 2024 10:03 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» القرآن يتحدى الذكاء الاصطناعي
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 2:30 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الإثنين أكتوبر 14, 2024 1:10 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» حتى الكافر انتفع بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإثنين سبتمبر 09, 2024 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» تفسير قول الله تعالى ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ )
الثلاثاء أغسطس 13, 2024 12:24 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الايام الماضية والسابقة أين ذهبت
الإثنين يوليو 29, 2024 10:28 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان