الامام البخاري رحمه الله تعالى

من كتاب طبقات الحفاظ


محمد بن بن إبراهيم بن المغيرة أبو عبدالله البخاري الجعفي مولاهم

579 ــ ت البخاري شيخ الإسلام وإمام الحفاظ أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل ابن إبراهيم ابن المغيرة ابن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف ، مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين، وحفظ تصانيف ابن المبارك وهو صبي ونشأ يتيما ورحل مع أمه وأخيه، سنة عشر ومائتين بعد أن سمع مرويات بلده عن محمد ابن سلام، والمسندى ومحمد ابن يوسف البيكندي، وسمع ببلخ من مكي ابن إبراهيم، وببغداد من عفان وبمكة من المقرىء، وبالبصرة من أبي عاصم والأنصارى، وبالكوفة من عبيد الله ابن موسى. وبالشام من أبي المغيرة والفريابي، وبعسقلان من آدم، وبحمص من أبي اليمان، وبدمشق من أبي مسهر شدا، وصنف وحدث وما في وجهه شعرة وكان، رأسا في الذكاء رأسا في العلم ورأسا في الورع والعبادة، حدث عنه الترمذي ومحمد ابن نصر المروزي الفقيه، وصالح ابن محمد جزرة، ومطين وابن خزيمة، وأبو قريش محمد ابن جمعة، وابن صاعد، وابن أبي داود، وأبو عبد الله الفربري، وأبو حامد ابن الشرقى، ومنصور ابن محمد البزدوى، وأبو عبد الله المحاملي وخلق كثير. وكان شيخا نحيفا ليس بطويل ولا قصير الى السمرة، كان يقول لما طعنت في ثماني عشرة سنة جعلت أصنف قضايا الصحابة، والتابعين وأقاويلهم في أيام عبيد الله ابن موسى وحينئذ صنفت التاريخ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الليالي المقمرة، وعن البخاري قال: كتبت عن أكثر من ألف رجل، ومن مناقبه: قال وراقه محمد ابن أبي حاتم: سمعت حاشد ابن إسماعيل وآخر يقولان كان البخاري يختلف معنا الى السماع وهو غلام فلا يكتب حتى أتى على ذلك أياما فكنا نقول له، فقال: انكما قد اكثرتما على فأعرضنا علي ما كتبتما فأخرجنا إليه ما كان عندنا فزاد على خمسة عشر ألف حديث، فقرأها كلها عن ظهر قلب حتى جعلنا نحكم كتبنا من حفظه، ثم قال أترون أنى أختلف هدرا وأضيع أيامي فعرفنا أنه لا يتقدمه أحد وقال محمد ابن خميرويه سمعت البخاري يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح، وقال ابن خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري قلت قد أفردت مناقب هذا الإمام في جزء ضخم فيها العجب فهو، ومسلم وأبو داود والترمذي رجال الطبقة الخامسة من الأربعين للمقدسي، مات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومائتين، وفيها توفى الزبير ابن بكار، وعلي ابن المنذر الطريقى، ومحمد ابن أبي عبد الرحمن ابن عبد الله ابن يزيد المقرىء، ومحمد ابن عثمان ابن كرامة رحمة الله عليهم. قرأت على إسماعيل ابن الفراء، ويوسف ابن الشنقاري، ومحمد ابن بيان، وطائفة أخبركم الحسين ابن الزبيدي، أنا أبو الوقت: أنا الداودي أنا ابن حمويه، نا ابن مطر، نا البخاري، نا عبيد الله ابن موسى عن الأعمش عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا قال النبي صلى الله عليه وسلم أن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج والهرج القتل رواه م عن أبي النضر عن أبيه عن الأشجعي عن سفيان عن الأعمش فكأن أبا الوقت سمعه من مسلم.