بحـث
المواضيع الأخيرة
بروفيسور اللغة الانجليزية يعلن اسلامه
صفحة 1 من اصل 1
بروفيسور اللغة الانجليزية يعلن اسلامه
بروفيسور اللغة الإنجليزية يعلن إسلامه في مسجد الندوة العالمية ويتحول من ‘رولاند بيتر‘ إلى صلاح الدين
الأحد 21/02/2010 12:15 م
حوار - لطفي عبد اللطيف :كان المشهد عاطفياً ومؤثراً فاضت فيه عيون بالدمع، وانطلق بعض الحاضرين بالتكبيرات، وانطلق الكثيرون يعانقون ويصافحون ويباركون لأخيهم "صلاح الدين" -الأمريكي دخوله في الإسلام، محتفين به داعين الله أن يثبتن وأن يربط على قلبه.
المشهد ليس غريباً بل متكرر ويكاد يكون شبه يومي في المسجد الذي يقع في الدور الثاني بمبنى الأمانة العامة بالندوة العالمية للشباب الإسلامي، حيث تنشط "إدارة الدعوة" في مجال دعوة الجاليات غير المسلمة، عن طريق دعاة سعوديين وغير سعوديين وتعريفهم بالإسلام، فهناك من يريد التعرف بالإسلام، فتقدم له المطويات والكتب باللغة التي يتقنها.
وكانت الفرحة بإسلام "صلاح الدين" غامرة، لا لأنه أمريكي الجنسية كما يعتقد بعض الناس، إذ إن أكثر من يدخلون الإسلام عن طريق دعوة الجاليات، من الفلبينيين، أو السريلانكيين أو الهنود، بل لأن "بيتر" بروفيسور اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود قال مخاطباً إخوانه في المسجد بكلمات عربية نطقها بصعوبة "أنتم إخوتي في الله"، معبراً عن دفء مشاعر الأخوة الدافقة، فحرص الجميع على تهنئته، وذكر أنه لأول مرة يرى هذه المشاعر الإنسانية التي ذابت معها الأجناس والألوان والأشكال، لا فرق بين سعودي ومصري وسوداني وأردني وهندي وباكستاني.
التقيت البروفيسور الأمريكي، الذي ولد نصرانياً، بروتستانتي المذهب في ولاية كاليفورنيا، ولم يمض على وجوده في السعودية أكثر من أربعة أشهر، عرف فيها الكثير عن الإسلام، واقتنع به، وأعلن دخوله في دين الله، وشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "، مؤكداً أنه تصالح مع نفسه، ووجد إشباعاً لروحه، بعد أن كانت المادة تطغى على كل شيء في حياته، مشيراً إلى أنه تعرف لأول مرة بالإسلام بعد أن جاء إلى المملكة للعمل في تدريس مادة اللغة الإنجليزية لطلاب السنة التحضيرية لطلاب البكالوريوس بجامعة الملك سعود، مضيفاً أن عائلته لم تعارض دخوله في دين الإسلام، وأنه سوف يلتقيهم في إجازة الربيع في تركيا، ويتوقع أن يسألوه الكثير من الأسئلة عن الإسلام، مستبعداً أن يتعرض لأي مشكلات أو عقبات، لأن كل شخص لديه الحرية في الاعتقاد، وأنه اختار الدين الذي يعتقده، وكشف عن الشخص الذي كان أول من عرفه بالإسلام وهو مسلم بريطاني من أصول هندية، يعمل معه ويقطن بجواره، ويلتقيه كثيراً. وفيما يلي نص الحوار.
ميلاد جديد
-ماذا يمثل لك اليوم الذي أعلنت فيه دخولك في الإسلام على الملأ ونطقت بالشهادتين؟
* هو ميلاد جديد لإنسان بحث كثيراً عن الدين وقرأ عنه، وهداه الله ليعرف الحق، والإسلام هو الدين الخاتم، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فأنا الآن أنتمي إلى الإسلام، والمسلمون جميعاً إخوتي وأنا أحبهم في الله، وهذا يكفيني.
-ما التحول الذي حدث لك وقد كنت نصرانياً بروتستانتياً؟
* الذي تغير أنني عرفت حقيقة الدين، فأنا ولدت في أسرة بروتستانتية محافظة، ونشأت في كنف هذه الأسرة، والجديد أنني عرفت أن الإسلام هو الدين الخاتم، فهو يعترف بعيسى عليه السلام ويقدره ويجله، كذلك يعترف بموسى عليه السلام، وعرفت أن هناك سورة في القرآن باسم "مريم" والدة عيسى عليه السلام، فالإنسان مطالب بالبحث عن الحقيقة، وإذا وجدها وتيقن أنها الحقيقة فعليه أن يلزمها، وهذا ما حدث لي.
بلد متحضر
-انتقلت من كاليفورنيا إلى الرياض، وجئت إلى بلد لم تطأه قدماك من قبل، هل تأثرت نفسياً بابتعادك عن بلدك واهلك؟
* الإنسان بطبيعته قد يتأثر إذا سافر إلى بلد آخر غير بلده، وترك أهله وأصدقاءه، ولكنني جئت إلى بلد وجدت فيه كل أسباب التحضر والرفاهية، وأنا على اتصال يومي بالأهل وكأنني أعيش معهم عبر الإنترنت، ولكن لا دخل لإسلامي بابتعادي عن الأهل والأصدقاء أو الحضور لبلد آخر في منطقة أخرى في العالم.
-تغيير الديانة بالنسبة إلى شخص أكاديمي له تركيبة عقلية معينة ليس سهلاً فكيف حدث ذلك؟
* نعم. أن تتحول من دين إلى آخر، أمر بالغ الصعوبة، ولكن أن تكون على علم ووعي وإدراك كامل، وفهم حقيقة ما تقوم به، واقتناع تام بالدين الذي تتحول إليه يجعل الأمر أكثر سهولة، لأنك اتخذت قراراً بكامل وعيك وإدراكك.
أخوة غامرة
-من الذي أثر فيك بصراحة كي تدخل الإسلام؟
* لا أحد أثر فيّ، إذا كان هناك من يستطيع التأثير في الآخرين فلماذا لم يؤثر على من يعيشون في المملكة وهم على دينهم، ومنهم أناس بسطاء من السهل أن تغريهم أو تؤثر عليهم. هناك أيضا من هم في وظائف مرموقة في شركات وجامعات ومصانع في السعودية وهم على دينهم.
-كيف دخلت في الإسلام إذا؟
* جئت إلى المملكة قبل أربعة أشهر للعمل أستاذاً للغة الإنجليزية في جامعة الملك سعود ضمن خبراء التربية، وبدأت في تدريس مادة اللغة الإنجليزية لطلاب السنة التحضيرية، تعارفت بصفتي عاملاً في حقل التربية مع بعض الزملاء من جنسيات مختلفة، وارتبطنا بعلاقات اجتماعية، فكنا نخرج سوياً، ونقضي أوقاتاً جيدة معاً، لم أشعر أنني مختلف عنهم. بالعكس كانوا فعلاً يغمرونني بأخوتهم وأنا القادم من بلد رأس الرأسمالية في العالم. المادة تحكم أي شيء وتتحكم في كل شيء. لن أقول لك إلا أن "الأخوة" هي التي كانت مفتاح الإنسان ليعرف الكثير، سألت بعضهم لماذا أجد كل هذا التعاطف؟ فكان الرد أنهم زملاء وإخوة في عمل واحد، والواجب الديني يحتم عليهم أن يفعلوا ذلك. قلت لهم: أنا أمريكي ولست مسلماً؟ قالوا: ديننا لا يفرق في المعاملة الإنسانية بين مسلم وغير مسلم، أنت ضيف مغترب ولك حقوق علينا لأننا سبقناك إلى هنا.
البحث عن الحقيقة
-تحديداً من الشخص الذي بدأت تطلب منه أن يعرفك بالإسلام؟
* بعد أن سمعت هذه الكلمات عن الإسلام كان علي أن أبحث عن هذا الدين، وأول من سألته صديقي البريطاني وهو مسلم من أصل هندي، طلبت منه معلومات عن الإسلام، فكان يعطيني بعض الكتيبات، وينصحني بالتروي والقراءة الدقيقة، فبدأت أقرأ ما يصل إلي من كتب وكلها كانت عن هذا الدين وماهيته، وماذا يعني الإسلام لي.
حوارات هادفة
-هل هناك من ساعدك في التعرف أكثر بالإسلام؟
* الحقيقة أن زملائي لما عرفوا أنني أقرأ عن الإسلام، جاء كل منهم بما لديه من كتب بالإنجليزية تتحدث عن الإسلام وتعاليمه، وحوارات المسلمين مع غيرهم، وكثير من الكتب التي استفدت منها.
-القراءة بمفردك عن دين جديد أثارت لديك تساؤلات كثيرة، كيف كنت تجد الأجوبة عنها؟
* نعم هذا صحيح، كانت هناك تساؤلات حول الإسلام بصفته ديناً، ولم تكن الأمور واضحة تماماً أمامي، لذلك كنت ألجأ إلى أصدقائي وزملائي لعرض هذه الإشكالات. وساعدني على ذلك أنهم يتقنون اللغة الإنجليزية، وهو ما سهل إجراء حوارات هادفة بيننا، كانت مثمرة جداً، ومن ثم فإن الوسط الأكاديمي الذي أعيش فيه يسر لي الكثير من الكتب والمراجع عن الإسلام، وبعض الأسئلة كانت سهلة وهناك أمور كانت معقدة جداً، وتحتاج إلى وقت للاقتناع بها .
-أليست فترة الأشهر الأربعة قليلة جداً ليقتنع بروفيسور لغة إنجليزية بالإسلام؟
* ليست قليلة إذا أخذنا في الاعتبار أن معظم الوقت بعد العمل كان للدراسة والبحث والاطلاع والحوارات العلمية الهادفة مع الأصدقاء والزملاء في المسكن والعمل.
-هل كان هناك تدرج في تلقي المعارف؟
* إن التدرج مسألة مهمة جداً وهذا ما قمت به، فقد كان كل شيء يتم بمراحل حتى وصلت إلى درجة القناعة التامة بالإسلام ديناً وأنه الدين الحق الخاتم.
الجهل بالإسلام
-نعود إلى نشأتك في كاليفورنيا وتعليمك هناك هل قابلت مسلماً من ذوي الأصول الأمريكية وتحاورت معه عن الإسلام أو عرفت شيئا عن الإسلام؟
* لا. لم أقابل أي مسلم أمريكي، ولم أتحاور مع أحد عن الإسلام، كنت أهتم بالتعليم والدراسة، ولم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام سوى معلومات سطحية جداً كلها سلبي.
-هل تتوقع أن تكون أسرتك سعيدة بإعلان دخولك الإسلام وهي أسرة نصرانية بروتستانتية؟
* الأمر لا يهمهم. أن أكون نصرانياً أو مسلماً أو غير ذلك، الموضوع خارج الاهتمام، لدينا حرية اعتقاد، وأنا متأكد أننا حين نلتقي سوياً ويعرفون شيئاً صحيحا عن الإسلام سوف يسرون بذلك .
-ومتى ستلتقيهم؟
* اتفقنا مسبقاً على أن نقضي بعض الأيام في إجازة الربيع في تركيا، وسأعرض عليهم قصة دخولي في الإسلام.
-وما هو أكثر الكتب التي تأثرت بها؟
* كتاب "إسلام تحت الضوء" وغيره الكثير.
-تحوُّل الاقتناع الديني من الاعتقاد بوجود آلهة متعددة "عقيدة التثليث" إلى الاعتقاد الجازم اليقيني بأنه إله واحد هو الله، هل كان صعباً عليك؟
* كنت مقتنعاً تماماً أن هناك إلهاً واحداً، وأيضاً كنت على قناعة أن عيسى ليس إلهاً بل رسول، وكنت مقتنعاً أنه ليس للرب ولد، والأخيرة كانت مصدر حيرتي كيف يكون للرب ولد؟
الواقع والمفروض
-تعرف تماماً أن دين الإسلام شيء وواقع المسلمين شيء آخر، فالإسلام يحث على التقدم والرقي والنهوض والشهادة على الناس والخيرية للأمة، وواقع المسلمين غير ذلك، هل يقلقك هذا بصفتك مسلماً جديداً وهل يؤثر عليك مستقبلا؟
* التزمت بدين له نظام وله أسس، علي بصفتي مسلماً أن أطبق هذه النظم والأسس. أما تخلف المسلمين فهو شيء آخر، ولابد من علاجه، فالدين شيء والواقع الإسلامي شيء آخر، لا أعتقد أن ذلك قد يؤثر علي مستقبلاً.
-إلى من تنتمي الآن؟
* أنتمي إلى أمة عددها أكثر من مليار مسلم، ويكفيني ذلك.
-كيف ترى الخطوة الأمريكية بعرض المسلمين على أجهزة الكشف الحراري في المطارات؟
* لا أخشى أي إجراءات قد تصادفني عند عودتي إلى أمريكا سواء التفتيش أو العرض على أجهزة تكشف الجسم. أنا مواطن أمريكي لي كل حقوقي ولا دخل لإسلامي أو عدمه في هذه الأمور. ما دمت لم أرتكب أي مخالفة نظامية أو قانونية ، فلا أحد سوف يسألني عن ديني أو عقيدتي أو رأيي. لكن على المسلمين أن يعرّفوا الآخرين بدينهم، هناك تقصير في هذا الجانب، وخاصة أن أصحاب الأديان الأخرى يعرضون أديانهم ورسالاتهم على الناس.
عندي قناعة تامة أن الشيطان يبعد الناس عن طريق الخير والطريق الصحيح، لذلك علينا أن نجاهد أنفسنا، ونتقرب إلى الله عز وجل كما أمرنا ربنا.
-كيف ترى جهود تقديم الإسلام بصورة صحيحة مغايرة للتي تروج لها وسائل الإعلام؟
* تحسين صورة الإسلام في أمريكا أو غيرها من دول العالم مسؤولية كل المسلمين، ولا تقع على عاتق فرد واحد أو دولة واحدة، لأننا جميعا بصفتنا مسلمين نحب أن تكون صورة ديننا صحيحة. هناك من يعمل جاهداً على تشويه صورة الإسلام ونرى ذلك بوضوح، ومن ثم تقع علينا المسؤولية، ولا نطلب من غيرنا أن يحسن صورة ديننا.
بروفيسور اللغة الإنجليزية يعلن إسلامه في مسجد الندوة العالمية ويتحول من ‘رولاند بيتر‘ إلى صلاح الدين
[B]
الأحد 21/02/2010 12:15 م
حوار - لطفي عبد اللطيف :كان المشهد عاطفياً ومؤثراً فاضت فيه عيون بالدمع، وانطلق بعض الحاضرين بالتكبيرات، وانطلق الكثيرون يعانقون ويصافحون ويباركون لأخيهم "صلاح الدين" -الأمريكي دخوله في الإسلام، محتفين به داعين الله أن يثبتن وأن يربط على قلبه.
المشهد ليس غريباً بل متكرر ويكاد يكون شبه يومي في المسجد الذي يقع في الدور الثاني بمبنى الأمانة العامة بالندوة العالمية للشباب الإسلامي، حيث تنشط "إدارة الدعوة" في مجال دعوة الجاليات غير المسلمة، عن طريق دعاة سعوديين وغير سعوديين وتعريفهم بالإسلام، فهناك من يريد التعرف بالإسلام، فتقدم له المطويات والكتب باللغة التي يتقنها.
وكانت الفرحة بإسلام "صلاح الدين" غامرة، لا لأنه أمريكي الجنسية كما يعتقد بعض الناس، إذ إن أكثر من يدخلون الإسلام عن طريق دعوة الجاليات، من الفلبينيين، أو السريلانكيين أو الهنود، بل لأن "بيتر" بروفيسور اللغة الإنجليزية بجامعة الملك سعود قال مخاطباً إخوانه في المسجد بكلمات عربية نطقها بصعوبة "أنتم إخوتي في الله"، معبراً عن دفء مشاعر الأخوة الدافقة، فحرص الجميع على تهنئته، وذكر أنه لأول مرة يرى هذه المشاعر الإنسانية التي ذابت معها الأجناس والألوان والأشكال، لا فرق بين سعودي ومصري وسوداني وأردني وهندي وباكستاني.
التقيت البروفيسور الأمريكي، الذي ولد نصرانياً، بروتستانتي المذهب في ولاية كاليفورنيا، ولم يمض على وجوده في السعودية أكثر من أربعة أشهر، عرف فيها الكثير عن الإسلام، واقتنع به، وأعلن دخوله في دين الله، وشهد "أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "، مؤكداً أنه تصالح مع نفسه، ووجد إشباعاً لروحه، بعد أن كانت المادة تطغى على كل شيء في حياته، مشيراً إلى أنه تعرف لأول مرة بالإسلام بعد أن جاء إلى المملكة للعمل في تدريس مادة اللغة الإنجليزية لطلاب السنة التحضيرية لطلاب البكالوريوس بجامعة الملك سعود، مضيفاً أن عائلته لم تعارض دخوله في دين الإسلام، وأنه سوف يلتقيهم في إجازة الربيع في تركيا، ويتوقع أن يسألوه الكثير من الأسئلة عن الإسلام، مستبعداً أن يتعرض لأي مشكلات أو عقبات، لأن كل شخص لديه الحرية في الاعتقاد، وأنه اختار الدين الذي يعتقده، وكشف عن الشخص الذي كان أول من عرفه بالإسلام وهو مسلم بريطاني من أصول هندية، يعمل معه ويقطن بجواره، ويلتقيه كثيراً. وفيما يلي نص الحوار.
ميلاد جديد
-ماذا يمثل لك اليوم الذي أعلنت فيه دخولك في الإسلام على الملأ ونطقت بالشهادتين؟
* هو ميلاد جديد لإنسان بحث كثيراً عن الدين وقرأ عنه، وهداه الله ليعرف الحق، والإسلام هو الدين الخاتم، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فأنا الآن أنتمي إلى الإسلام، والمسلمون جميعاً إخوتي وأنا أحبهم في الله، وهذا يكفيني.
-ما التحول الذي حدث لك وقد كنت نصرانياً بروتستانتياً؟
* الذي تغير أنني عرفت حقيقة الدين، فأنا ولدت في أسرة بروتستانتية محافظة، ونشأت في كنف هذه الأسرة، والجديد أنني عرفت أن الإسلام هو الدين الخاتم، فهو يعترف بعيسى عليه السلام ويقدره ويجله، كذلك يعترف بموسى عليه السلام، وعرفت أن هناك سورة في القرآن باسم "مريم" والدة عيسى عليه السلام، فالإنسان مطالب بالبحث عن الحقيقة، وإذا وجدها وتيقن أنها الحقيقة فعليه أن يلزمها، وهذا ما حدث لي.
بلد متحضر
-انتقلت من كاليفورنيا إلى الرياض، وجئت إلى بلد لم تطأه قدماك من قبل، هل تأثرت نفسياً بابتعادك عن بلدك واهلك؟
* الإنسان بطبيعته قد يتأثر إذا سافر إلى بلد آخر غير بلده، وترك أهله وأصدقاءه، ولكنني جئت إلى بلد وجدت فيه كل أسباب التحضر والرفاهية، وأنا على اتصال يومي بالأهل وكأنني أعيش معهم عبر الإنترنت، ولكن لا دخل لإسلامي بابتعادي عن الأهل والأصدقاء أو الحضور لبلد آخر في منطقة أخرى في العالم.
-تغيير الديانة بالنسبة إلى شخص أكاديمي له تركيبة عقلية معينة ليس سهلاً فكيف حدث ذلك؟
* نعم. أن تتحول من دين إلى آخر، أمر بالغ الصعوبة، ولكن أن تكون على علم ووعي وإدراك كامل، وفهم حقيقة ما تقوم به، واقتناع تام بالدين الذي تتحول إليه يجعل الأمر أكثر سهولة، لأنك اتخذت قراراً بكامل وعيك وإدراكك.
أخوة غامرة
-من الذي أثر فيك بصراحة كي تدخل الإسلام؟
* لا أحد أثر فيّ، إذا كان هناك من يستطيع التأثير في الآخرين فلماذا لم يؤثر على من يعيشون في المملكة وهم على دينهم، ومنهم أناس بسطاء من السهل أن تغريهم أو تؤثر عليهم. هناك أيضا من هم في وظائف مرموقة في شركات وجامعات ومصانع في السعودية وهم على دينهم.
-كيف دخلت في الإسلام إذا؟
* جئت إلى المملكة قبل أربعة أشهر للعمل أستاذاً للغة الإنجليزية في جامعة الملك سعود ضمن خبراء التربية، وبدأت في تدريس مادة اللغة الإنجليزية لطلاب السنة التحضيرية، تعارفت بصفتي عاملاً في حقل التربية مع بعض الزملاء من جنسيات مختلفة، وارتبطنا بعلاقات اجتماعية، فكنا نخرج سوياً، ونقضي أوقاتاً جيدة معاً، لم أشعر أنني مختلف عنهم. بالعكس كانوا فعلاً يغمرونني بأخوتهم وأنا القادم من بلد رأس الرأسمالية في العالم. المادة تحكم أي شيء وتتحكم في كل شيء. لن أقول لك إلا أن "الأخوة" هي التي كانت مفتاح الإنسان ليعرف الكثير، سألت بعضهم لماذا أجد كل هذا التعاطف؟ فكان الرد أنهم زملاء وإخوة في عمل واحد، والواجب الديني يحتم عليهم أن يفعلوا ذلك. قلت لهم: أنا أمريكي ولست مسلماً؟ قالوا: ديننا لا يفرق في المعاملة الإنسانية بين مسلم وغير مسلم، أنت ضيف مغترب ولك حقوق علينا لأننا سبقناك إلى هنا.
البحث عن الحقيقة
-تحديداً من الشخص الذي بدأت تطلب منه أن يعرفك بالإسلام؟
* بعد أن سمعت هذه الكلمات عن الإسلام كان علي أن أبحث عن هذا الدين، وأول من سألته صديقي البريطاني وهو مسلم من أصل هندي، طلبت منه معلومات عن الإسلام، فكان يعطيني بعض الكتيبات، وينصحني بالتروي والقراءة الدقيقة، فبدأت أقرأ ما يصل إلي من كتب وكلها كانت عن هذا الدين وماهيته، وماذا يعني الإسلام لي.
حوارات هادفة
-هل هناك من ساعدك في التعرف أكثر بالإسلام؟
* الحقيقة أن زملائي لما عرفوا أنني أقرأ عن الإسلام، جاء كل منهم بما لديه من كتب بالإنجليزية تتحدث عن الإسلام وتعاليمه، وحوارات المسلمين مع غيرهم، وكثير من الكتب التي استفدت منها.
-القراءة بمفردك عن دين جديد أثارت لديك تساؤلات كثيرة، كيف كنت تجد الأجوبة عنها؟
* نعم هذا صحيح، كانت هناك تساؤلات حول الإسلام بصفته ديناً، ولم تكن الأمور واضحة تماماً أمامي، لذلك كنت ألجأ إلى أصدقائي وزملائي لعرض هذه الإشكالات. وساعدني على ذلك أنهم يتقنون اللغة الإنجليزية، وهو ما سهل إجراء حوارات هادفة بيننا، كانت مثمرة جداً، ومن ثم فإن الوسط الأكاديمي الذي أعيش فيه يسر لي الكثير من الكتب والمراجع عن الإسلام، وبعض الأسئلة كانت سهلة وهناك أمور كانت معقدة جداً، وتحتاج إلى وقت للاقتناع بها .
-أليست فترة الأشهر الأربعة قليلة جداً ليقتنع بروفيسور لغة إنجليزية بالإسلام؟
* ليست قليلة إذا أخذنا في الاعتبار أن معظم الوقت بعد العمل كان للدراسة والبحث والاطلاع والحوارات العلمية الهادفة مع الأصدقاء والزملاء في المسكن والعمل.
-هل كان هناك تدرج في تلقي المعارف؟
* إن التدرج مسألة مهمة جداً وهذا ما قمت به، فقد كان كل شيء يتم بمراحل حتى وصلت إلى درجة القناعة التامة بالإسلام ديناً وأنه الدين الحق الخاتم.
الجهل بالإسلام
-نعود إلى نشأتك في كاليفورنيا وتعليمك هناك هل قابلت مسلماً من ذوي الأصول الأمريكية وتحاورت معه عن الإسلام أو عرفت شيئا عن الإسلام؟
* لا. لم أقابل أي مسلم أمريكي، ولم أتحاور مع أحد عن الإسلام، كنت أهتم بالتعليم والدراسة، ولم أكن أعرف شيئاً عن الإسلام سوى معلومات سطحية جداً كلها سلبي.
-هل تتوقع أن تكون أسرتك سعيدة بإعلان دخولك الإسلام وهي أسرة نصرانية بروتستانتية؟
* الأمر لا يهمهم. أن أكون نصرانياً أو مسلماً أو غير ذلك، الموضوع خارج الاهتمام، لدينا حرية اعتقاد، وأنا متأكد أننا حين نلتقي سوياً ويعرفون شيئاً صحيحا عن الإسلام سوف يسرون بذلك .
-ومتى ستلتقيهم؟
* اتفقنا مسبقاً على أن نقضي بعض الأيام في إجازة الربيع في تركيا، وسأعرض عليهم قصة دخولي في الإسلام.
-وما هو أكثر الكتب التي تأثرت بها؟
* كتاب "إسلام تحت الضوء" وغيره الكثير.
-تحوُّل الاقتناع الديني من الاعتقاد بوجود آلهة متعددة "عقيدة التثليث" إلى الاعتقاد الجازم اليقيني بأنه إله واحد هو الله، هل كان صعباً عليك؟
* كنت مقتنعاً تماماً أن هناك إلهاً واحداً، وأيضاً كنت على قناعة أن عيسى ليس إلهاً بل رسول، وكنت مقتنعاً أنه ليس للرب ولد، والأخيرة كانت مصدر حيرتي كيف يكون للرب ولد؟
الواقع والمفروض
-تعرف تماماً أن دين الإسلام شيء وواقع المسلمين شيء آخر، فالإسلام يحث على التقدم والرقي والنهوض والشهادة على الناس والخيرية للأمة، وواقع المسلمين غير ذلك، هل يقلقك هذا بصفتك مسلماً جديداً وهل يؤثر عليك مستقبلا؟
* التزمت بدين له نظام وله أسس، علي بصفتي مسلماً أن أطبق هذه النظم والأسس. أما تخلف المسلمين فهو شيء آخر، ولابد من علاجه، فالدين شيء والواقع الإسلامي شيء آخر، لا أعتقد أن ذلك قد يؤثر علي مستقبلاً.
-إلى من تنتمي الآن؟
* أنتمي إلى أمة عددها أكثر من مليار مسلم، ويكفيني ذلك.
-كيف ترى الخطوة الأمريكية بعرض المسلمين على أجهزة الكشف الحراري في المطارات؟
* لا أخشى أي إجراءات قد تصادفني عند عودتي إلى أمريكا سواء التفتيش أو العرض على أجهزة تكشف الجسم. أنا مواطن أمريكي لي كل حقوقي ولا دخل لإسلامي أو عدمه في هذه الأمور. ما دمت لم أرتكب أي مخالفة نظامية أو قانونية ، فلا أحد سوف يسألني عن ديني أو عقيدتي أو رأيي. لكن على المسلمين أن يعرّفوا الآخرين بدينهم، هناك تقصير في هذا الجانب، وخاصة أن أصحاب الأديان الأخرى يعرضون أديانهم ورسالاتهم على الناس.
عندي قناعة تامة أن الشيطان يبعد الناس عن طريق الخير والطريق الصحيح، لذلك علينا أن نجاهد أنفسنا، ونتقرب إلى الله عز وجل كما أمرنا ربنا.
-كيف ترى جهود تقديم الإسلام بصورة صحيحة مغايرة للتي تروج لها وسائل الإعلام؟
* تحسين صورة الإسلام في أمريكا أو غيرها من دول العالم مسؤولية كل المسلمين، ولا تقع على عاتق فرد واحد أو دولة واحدة، لأننا جميعا بصفتنا مسلمين نحب أن تكون صورة ديننا صحيحة. هناك من يعمل جاهداً على تشويه صورة الإسلام ونرى ذلك بوضوح، ومن ثم تقع علينا المسؤولية، ولا نطلب من غيرنا أن يحسن صورة ديننا.
بروفيسور اللغة الإنجليزية يعلن إسلامه في مسجد الندوة العالمية ويتحول من ‘رولاند بيتر‘ إلى صلاح الدين
[B]
النووي- عدد المساهمات : 211
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت نوفمبر 23, 2024 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الاخ من الرضاع
الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» كيف وصل القرآن الكريم إلينا ؟
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:07 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لماذا يطلق على إيران بالصفوية
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم2
الخميس أكتوبر 24, 2024 3:07 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» العصا تنقلب الى مصباح منير
الخميس أكتوبر 24, 2024 12:51 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» أبو نواس ، يغفر الله تعالى الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 1:45 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» قصة بشار بن برد مع الحمار
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الوصية حرام بهذه الطريقة
السبت أكتوبر 19, 2024 10:03 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» القرآن يتحدى الذكاء الاصطناعي
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 2:30 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الإثنين أكتوبر 14, 2024 1:10 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» حتى الكافر انتفع بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإثنين سبتمبر 09, 2024 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» تفسير قول الله تعالى ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ )
الثلاثاء أغسطس 13, 2024 12:24 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الايام الماضية والسابقة أين ذهبت
الإثنين يوليو 29, 2024 10:28 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان