بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
التداوي بالقران الكريم
صفحة 1 من اصل 1
التداوي بالقران الكريم
من كتاب ( كمال الايمان في التداوي بالقران ) للسيد عبدالله الغماري رحمه الله تعالي .
قوله تعالى ( و ننزل من القران ماهو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسارا )
قلت : الصحيح ان الاية تدل على ان القران شاء من الامراض الظاهرة بالرقي و التعويذ و نحوهما . هذا هو الذي يترجح من الاية , و الدليل عليه امور .
الاول : ان القاعدة المقررة في علم الاصول ان الكلام اذا احتمل التاكيد او التاسيس فحمله على الثاني ارجح لانه يفيد فائدة جديدة لم تكن في حمله على التاكيد , و بهذه القاعدة يتعين حمل الاية هنا على الشفاء من الامراض الظاهرة لانه تاسيس لمعنى جديد بخلاف حملها على الشفاء من امراض القلوب و ريبها و جهلها فانه تاكيد لما افادته ايات اخرى من هذا المعنى .
الثاني : ان العطف يقتضي المغايرة , و عطف (رحمة) على شفاء يقتضي ان يبقى لفظ ( شفاء) على ظاهره , لانه رحمة معناها شفاء الامراض الباطنة .
الثالث : انه ثبت ثبوتا قطعيا ان النبي صلى الله عليه وسلم استشفى بالقران , و اقرا اصحابه على الاستشفاء به , و ذلك لا يدع مجالا للشك في حمل الاية على الشفاء من الامراض الظاهرة .
الرابع : ان هذا المعنى ثبت عن ائمة التفسير كابن عباس و مجاهد و ابن جرير و غيرهم .
الخامس : من المعلوم كما قال ابن القيم و غيره ان بعض الكلام له خواص و منافع مجربة فما الظن بكلام رب العالمين .
السادس : انه اذا كان القران شفاء للامراض الباطنة فما المانع ان يكون شفاء للامراض الظاهرة ؟ وما الفرق بينهما ؟ وهل ورد عن الله تعالى ورسوله ان القران لا يصلح دواء الا للامراض الباطنة ؟ وان استعماله للامراض الظاهرة لا يجوز ! بل الثابت عن الله و رسوله و علماء الامة ان القران شفاء للامراض الظاهرة و الباطنة الحسية و المعنوية .
السابع : ما اثبتته التجارب المتكررة في قضايا متعددة – بعضها عن النبي صلى الله عليه وسلم و بعضها عن الصحابة و بعضها عن التابعين و غيرهم – انهم استعملوا القران دواء لامراض ظاهرة كلدغ او سم او جنون او بثرة او غير ذلك , فنجع الدواء و وقع الشفاء ولاشك ان المجربات من القضايا اليقينيات كما تقرر في علم المنطق .
( فصل )
والاجماع منعقد على جواز التداوي بالقران الكريم بل على استحبابه , منذ عهد الصحابة و التابعين و تابعيهم , وهلم جرا الى ان فشت البدع .
وقال في كتاب ( الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي ) لابن القيم : ولو احسن العبد التداوي بالفاتحة لراى لها تاثيرا عجيبا في الشفاء , و مكثت بمكة مدة تعتريني ادواء ولا اجد طبيبا ولا دواء , فكنت اعالج نفسي بالفاتحة , فارى لها تاثيرا عجيبا , فكنت اصف ذلك لمن يجد لما , وكان كثير منهم يبرا سريعا .
قال الحافظ ابن حجر في شرح الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط :
1- ان يكون بكلام الله تعالى او اسمائه او صفاته
2- وباللسان العربي او بما يعرف معناه من غيره
3- ان يعتقد ان الرقية لاتاير بذاتها بل بذات الله تعالى
ونقل في المواهب اللدنية و غيرها عن ابي القاسم القشيري ان ولده مرض مرضا شديدا حتى اشرف على الموت , فاشتد عليه الامر , قال : فرايت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت اليه ما بولدي , فقال : اين انت من ايات الشفاء ؟ فانتبهت فافكرت فيها فاذا هي في ستة مواضع من كتاب الله و هي قوله ( وشف صدور قوم مؤمنين , وشفاء لما في الصدور , يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس , و ننزل من القران ماهو شفاء و رحمة للمؤمنين , و اذا مرضت فهو شيفين , قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ) قال فكتبتها ثم حللتها بالماء و سقيته اياها فكانما نشط من عقال .
قوله صلى الله عليه وسلم ( حضوا اموالكم بالزكاة و داووا مرضاكم بالصدقة و اعدوا للبلاء الدعاء ) وهو حديث صحيح
( فصل )
وقد يزعم ذلك المبتدع ومن على شاكلته ممن ينكرون التداوي بالقران الكريم انه لم ينزل لهذا , وانما نزل للهداية و معالجة امراض القلوب و النفوس , ونقول في الجواب عن هذه الشبهة , ان القران الكريم فوائده عديدة لا تكاد تنحصر :
1- منها اعجاز العالمين عن الاتيان بمثله ( قل لئن اجتمعت الانس و الجن )
2- ومنها بيان الشرائع و الاحكام التي كلف الله بها عباده
3- ومنها التدبر فيه و التذكر به ( افلا يتدبرون القران )
4- ومنها العظة و العبرة بما فيه من قصص الانبياء و المرسلين
من شروط التداوي بالقران :
1- ان يكون الشخص كامل الايمان قوي العزيمة ثابت اليقين كما يرشد الى ذالك قوله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود – حين قرا في اذن مبتلى اخر سورة المؤمنون فافاق ( لو ان موقنا قرا بها على جبل لزال ) و كذلك الدعاء ينفع في دفع المكروه و حصول المطلوب بالشرط السابق مع تيقظ القلب و عدم غفلته لقوله صلى الله عليه وسلم ( ادعوا الله و انتم موقنون بالاجابة , و اعلموا ان الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ) رواه الحاكم في المستدرك
2- وكذلك عدم اكل الحرام لقوله صلى الله عليه وسلم ( ايها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا )
قوله تعالى ( و ننزل من القران ماهو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين الا خسارا )
قلت : الصحيح ان الاية تدل على ان القران شاء من الامراض الظاهرة بالرقي و التعويذ و نحوهما . هذا هو الذي يترجح من الاية , و الدليل عليه امور .
الاول : ان القاعدة المقررة في علم الاصول ان الكلام اذا احتمل التاكيد او التاسيس فحمله على الثاني ارجح لانه يفيد فائدة جديدة لم تكن في حمله على التاكيد , و بهذه القاعدة يتعين حمل الاية هنا على الشفاء من الامراض الظاهرة لانه تاسيس لمعنى جديد بخلاف حملها على الشفاء من امراض القلوب و ريبها و جهلها فانه تاكيد لما افادته ايات اخرى من هذا المعنى .
الثاني : ان العطف يقتضي المغايرة , و عطف (رحمة) على شفاء يقتضي ان يبقى لفظ ( شفاء) على ظاهره , لانه رحمة معناها شفاء الامراض الباطنة .
الثالث : انه ثبت ثبوتا قطعيا ان النبي صلى الله عليه وسلم استشفى بالقران , و اقرا اصحابه على الاستشفاء به , و ذلك لا يدع مجالا للشك في حمل الاية على الشفاء من الامراض الظاهرة .
الرابع : ان هذا المعنى ثبت عن ائمة التفسير كابن عباس و مجاهد و ابن جرير و غيرهم .
الخامس : من المعلوم كما قال ابن القيم و غيره ان بعض الكلام له خواص و منافع مجربة فما الظن بكلام رب العالمين .
السادس : انه اذا كان القران شفاء للامراض الباطنة فما المانع ان يكون شفاء للامراض الظاهرة ؟ وما الفرق بينهما ؟ وهل ورد عن الله تعالى ورسوله ان القران لا يصلح دواء الا للامراض الباطنة ؟ وان استعماله للامراض الظاهرة لا يجوز ! بل الثابت عن الله و رسوله و علماء الامة ان القران شفاء للامراض الظاهرة و الباطنة الحسية و المعنوية .
السابع : ما اثبتته التجارب المتكررة في قضايا متعددة – بعضها عن النبي صلى الله عليه وسلم و بعضها عن الصحابة و بعضها عن التابعين و غيرهم – انهم استعملوا القران دواء لامراض ظاهرة كلدغ او سم او جنون او بثرة او غير ذلك , فنجع الدواء و وقع الشفاء ولاشك ان المجربات من القضايا اليقينيات كما تقرر في علم المنطق .
( فصل )
والاجماع منعقد على جواز التداوي بالقران الكريم بل على استحبابه , منذ عهد الصحابة و التابعين و تابعيهم , وهلم جرا الى ان فشت البدع .
وقال في كتاب ( الجواب الكافي لمن سال عن الدواء الشافي ) لابن القيم : ولو احسن العبد التداوي بالفاتحة لراى لها تاثيرا عجيبا في الشفاء , و مكثت بمكة مدة تعتريني ادواء ولا اجد طبيبا ولا دواء , فكنت اعالج نفسي بالفاتحة , فارى لها تاثيرا عجيبا , فكنت اصف ذلك لمن يجد لما , وكان كثير منهم يبرا سريعا .
قال الحافظ ابن حجر في شرح الرقي عند اجتماع ثلاثة شروط :
1- ان يكون بكلام الله تعالى او اسمائه او صفاته
2- وباللسان العربي او بما يعرف معناه من غيره
3- ان يعتقد ان الرقية لاتاير بذاتها بل بذات الله تعالى
ونقل في المواهب اللدنية و غيرها عن ابي القاسم القشيري ان ولده مرض مرضا شديدا حتى اشرف على الموت , فاشتد عليه الامر , قال : فرايت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت اليه ما بولدي , فقال : اين انت من ايات الشفاء ؟ فانتبهت فافكرت فيها فاذا هي في ستة مواضع من كتاب الله و هي قوله ( وشف صدور قوم مؤمنين , وشفاء لما في الصدور , يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس , و ننزل من القران ماهو شفاء و رحمة للمؤمنين , و اذا مرضت فهو شيفين , قل هو للذين امنوا هدى وشفاء ) قال فكتبتها ثم حللتها بالماء و سقيته اياها فكانما نشط من عقال .
قوله صلى الله عليه وسلم ( حضوا اموالكم بالزكاة و داووا مرضاكم بالصدقة و اعدوا للبلاء الدعاء ) وهو حديث صحيح
( فصل )
وقد يزعم ذلك المبتدع ومن على شاكلته ممن ينكرون التداوي بالقران الكريم انه لم ينزل لهذا , وانما نزل للهداية و معالجة امراض القلوب و النفوس , ونقول في الجواب عن هذه الشبهة , ان القران الكريم فوائده عديدة لا تكاد تنحصر :
1- منها اعجاز العالمين عن الاتيان بمثله ( قل لئن اجتمعت الانس و الجن )
2- ومنها بيان الشرائع و الاحكام التي كلف الله بها عباده
3- ومنها التدبر فيه و التذكر به ( افلا يتدبرون القران )
4- ومنها العظة و العبرة بما فيه من قصص الانبياء و المرسلين
من شروط التداوي بالقران :
1- ان يكون الشخص كامل الايمان قوي العزيمة ثابت اليقين كما يرشد الى ذالك قوله صلى الله عليه وسلم لابن مسعود – حين قرا في اذن مبتلى اخر سورة المؤمنون فافاق ( لو ان موقنا قرا بها على جبل لزال ) و كذلك الدعاء ينفع في دفع المكروه و حصول المطلوب بالشرط السابق مع تيقظ القلب و عدم غفلته لقوله صلى الله عليه وسلم ( ادعوا الله و انتم موقنون بالاجابة , و اعلموا ان الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ) رواه الحاكم في المستدرك
2- وكذلك عدم اكل الحرام لقوله صلى الله عليه وسلم ( ايها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا )
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 918
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الاخ من الرضاع
أمس في 1:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» كيف وصل القرآن الكريم إلينا ؟
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:07 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لماذا يطلق على إيران بالصفوية
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم2
الخميس أكتوبر 24, 2024 3:07 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» العصا تنقلب الى مصباح منير
الخميس أكتوبر 24, 2024 12:51 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» أبو نواس ، يغفر الله تعالى الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 1:45 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» قصة بشار بن برد مع الحمار
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الوصية حرام بهذه الطريقة
السبت أكتوبر 19, 2024 10:03 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» القرآن يتحدى الذكاء الاصطناعي
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 2:30 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الإثنين أكتوبر 14, 2024 1:10 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» حتى الكافر انتفع بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإثنين سبتمبر 09, 2024 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» تفسير قول الله تعالى ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ )
الثلاثاء أغسطس 13, 2024 12:24 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الايام الماضية والسابقة أين ذهبت
الإثنين يوليو 29, 2024 10:28 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان