بحـث
المواضيع الأخيرة
كيف كان بدء الوحي
صفحة 1 من اصل 1
كيف كان بدء الوحي
حدَّثنا الحُمَيْديُّ عبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ قال: حدَّثَنا سُفْيَانُ قال: حدَّثَنا يحيى بنُ سَعيدٍ الأنْصاريُّ قال: أَخبرَني محمدُ بنُ إبراهيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بنَ وقَّاصٍ اللَّيْثيَّ يقولُ: سمعتُ عمرَ بنَ الخَطّابِ رضي اللّهُ عنه على المِنْبَرِ قال: سَمعْتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ «إِنَّما الأعْمَالُ بالنِّيات، وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى: فَمَنْ كانتْ هِجْرَتُه إِلى دُنْيَا يُصِيبُها، أَوْ إِلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُه إِلى ما هاجَرَ إِلَيه».
حدَّثنا عبدُ اللّهِ بنُ يُوسُفَ قال: أخبرَنا مالِكٌ عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ عن أبيهِ عن عائِشَةَ أمِّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أنَّ الحارِثَ بنَ هِشام رضي الله عنه سَألَ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللّهِ كيفَ يأتِيكَ الوَحيُ؟ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَحْياناً يَأتِيني مِثلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ وهُوَ أَشَدُّه عَليَّ فَيُفْصِمُ عَنِّي وقد وَعَيْتُ عنهُ ما قالَ، وأحْياناً يَتَمثَّلُ ليَ المَلَكُ رَجُلاً فيُكَلِّمُنِي فأعِي ما يَقولُ». قالتْ عائشةُ رضيَ الله عنها: ولَقدْ رَأَيتُهُ يَنزِلُ عليهِ الوَحيُ في اليومِ الشَّديدِ الْبَردِ فيَفْصِمُ عنه وإنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفصَّدُ عَرَقاً.
حدّثنا يَحيى بنُ بُكَيْر قال: حدَّثنا اللَّيثُ عن عُقَيلٍ عن ابنِ شِهابٍ عن عُرْوةَ بنِ الزُّبَيرِ عن عائشةَ أمِّ المُؤمنينَ أنَّها قالتْ: أَوَّلُ مابُدِىءَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منَ الوَحْيِ الرُّؤيا الصالحةُ في النَّومِ، فكانَ لايَرى رُؤيا إلا جاءتْ مِثلَ فَلَقِ الصُّبْح. ثُمَّ حُبِّبَ إليهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلو بِغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيهِ ـ وهو التَّعَبُّدُ ـ الليالي ذواتِ العدَدِ، قَبلَ أن يَنزِعَ إلى أهلهِ ويتزوَّدُ لِذلكَ، ثم يرْجِعُ إلى خَدِيجةَ فيَتَزَوَّدُ لمثلِها، حتَّى جاءهُ الحَق وهوَ في غارِ حِراءٍ، فجاءهُ المَلَكُ فقال: اقْرَأْ. قالَ: ما أنا بِقارىء. قال: فأخذَني فغَطَّني حتى بلغَ منِّي الْجَهْدَ، ثمَّ أرْسَلَني فقال: اقْرَأْ. قلتُ: ما أنا بقارىءٍ. فأخَذَني فغَطَّني الثانيةَ حتى بلغَ منِّي الْجَهْدَ، ثمَّ أَرسَلَني فقال: اقْرَأْ فقلت: ما أنا بقارىءٍ. فأخَذَني فغَطَّني الثالثةَ، ثمَّ أَرسَلَنِي فقال: {اقرأ بِاسْم رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خلَقَ الإنْسانَ مِنْ عَلَق. اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكرَمُ} فرجعَ بها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزْجُفُ فُؤادُهُ، فدخلَ على خَدِيجةَ بنتِ خُوَيلِدٍ رضِيَ اللهُ عنها فقال: زَمِّلوني زمِّلوني. فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهبَ عنه الرَّوعُ، فقال لخديجةَ وأخبرها الخبرَ: لقد خَشِيتُ على نَفْسِي. فقالت خَديجةُ: كَلاّ واللهِ ما يُخْزيكَ اللهُ أبداً، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتحملُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدومَ، وتَقْري الضَّيْفَ، وتُعينُ على نوائبِ الحَقّ. فانطَلَقَتْ به خديجةُ حتى أتتْ بهِ ورقةَ بنَ نوْفَل بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى ـ ابنَ عَمِّ خدِيجة ـ وكانَ امْرَءاً تَنَصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ الكِتابَ العِبْرانيَّ، فيكتُبُ منَ الإنجيلِ بالعِبْرانيَّةِ ماشاءَ اللهُ أن يَكتُبَ، وكانَ شيخاً كبيراً قد عَمِيَ، فقالتْ له خَديجةُ: ياابنَ عَمِّ، اسْمعْ مِن ابنِ أخيكَ. فقال لهُ وَرَقَةُ: يا ابنَ أخي ماذا ترَى؟ فأخبرَهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خبرَ مارأى. فقال له ورَقَةُ: هذا النامُوسُ الذي نَزَّلَ اللهُ على مُوسى، يالَيْتني فيها جَذَعٌ، لَيْتني أكونُ حَيّاً إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُك. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أوَ مُخْرِجيَّ هُمْ؟ قال: نَعم، لمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ماجِئتَ بهِ إلآّ عُودِي، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً مُؤزَّراً. ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ
حدَّثنا عبدُ اللّهِ بنُ يُوسُفَ قال: أخبرَنا مالِكٌ عن هِشامِ بنِ عُرْوَةَ عن أبيهِ عن عائِشَةَ أمِّ المُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أنَّ الحارِثَ بنَ هِشام رضي الله عنه سَألَ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللّهِ كيفَ يأتِيكَ الوَحيُ؟ فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أَحْياناً يَأتِيني مِثلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ وهُوَ أَشَدُّه عَليَّ فَيُفْصِمُ عَنِّي وقد وَعَيْتُ عنهُ ما قالَ، وأحْياناً يَتَمثَّلُ ليَ المَلَكُ رَجُلاً فيُكَلِّمُنِي فأعِي ما يَقولُ». قالتْ عائشةُ رضيَ الله عنها: ولَقدْ رَأَيتُهُ يَنزِلُ عليهِ الوَحيُ في اليومِ الشَّديدِ الْبَردِ فيَفْصِمُ عنه وإنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفصَّدُ عَرَقاً.
حدّثنا يَحيى بنُ بُكَيْر قال: حدَّثنا اللَّيثُ عن عُقَيلٍ عن ابنِ شِهابٍ عن عُرْوةَ بنِ الزُّبَيرِ عن عائشةَ أمِّ المُؤمنينَ أنَّها قالتْ: أَوَّلُ مابُدِىءَ به رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم منَ الوَحْيِ الرُّؤيا الصالحةُ في النَّومِ، فكانَ لايَرى رُؤيا إلا جاءتْ مِثلَ فَلَقِ الصُّبْح. ثُمَّ حُبِّبَ إليهِ الخَلاءُ، وكانَ يَخْلو بِغارِ حِراءٍ فَيَتَحَنَّثُ فيهِ ـ وهو التَّعَبُّدُ ـ الليالي ذواتِ العدَدِ، قَبلَ أن يَنزِعَ إلى أهلهِ ويتزوَّدُ لِذلكَ، ثم يرْجِعُ إلى خَدِيجةَ فيَتَزَوَّدُ لمثلِها، حتَّى جاءهُ الحَق وهوَ في غارِ حِراءٍ، فجاءهُ المَلَكُ فقال: اقْرَأْ. قالَ: ما أنا بِقارىء. قال: فأخذَني فغَطَّني حتى بلغَ منِّي الْجَهْدَ، ثمَّ أرْسَلَني فقال: اقْرَأْ. قلتُ: ما أنا بقارىءٍ. فأخَذَني فغَطَّني الثانيةَ حتى بلغَ منِّي الْجَهْدَ، ثمَّ أَرسَلَني فقال: اقْرَأْ فقلت: ما أنا بقارىءٍ. فأخَذَني فغَطَّني الثالثةَ، ثمَّ أَرسَلَنِي فقال: {اقرأ بِاسْم رَبِّكَ الذي خَلَقَ، خلَقَ الإنْسانَ مِنْ عَلَق. اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكرَمُ} فرجعَ بها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزْجُفُ فُؤادُهُ، فدخلَ على خَدِيجةَ بنتِ خُوَيلِدٍ رضِيَ اللهُ عنها فقال: زَمِّلوني زمِّلوني. فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهبَ عنه الرَّوعُ، فقال لخديجةَ وأخبرها الخبرَ: لقد خَشِيتُ على نَفْسِي. فقالت خَديجةُ: كَلاّ واللهِ ما يُخْزيكَ اللهُ أبداً، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتحملُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدومَ، وتَقْري الضَّيْفَ، وتُعينُ على نوائبِ الحَقّ. فانطَلَقَتْ به خديجةُ حتى أتتْ بهِ ورقةَ بنَ نوْفَل بنِ أسدِ بنِ عبدِ العُزَّى ـ ابنَ عَمِّ خدِيجة ـ وكانَ امْرَءاً تَنَصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ الكِتابَ العِبْرانيَّ، فيكتُبُ منَ الإنجيلِ بالعِبْرانيَّةِ ماشاءَ اللهُ أن يَكتُبَ، وكانَ شيخاً كبيراً قد عَمِيَ، فقالتْ له خَديجةُ: ياابنَ عَمِّ، اسْمعْ مِن ابنِ أخيكَ. فقال لهُ وَرَقَةُ: يا ابنَ أخي ماذا ترَى؟ فأخبرَهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خبرَ مارأى. فقال له ورَقَةُ: هذا النامُوسُ الذي نَزَّلَ اللهُ على مُوسى، يالَيْتني فيها جَذَعٌ، لَيْتني أكونُ حَيّاً إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُك. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أوَ مُخْرِجيَّ هُمْ؟ قال: نَعم، لمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ ماجِئتَ بهِ إلآّ عُودِي، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً مُؤزَّراً. ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وفَتَرَ الوَحْيُ
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 918
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
رد: كيف كان بدء الوحي
قال ابنُ شِهابٍ : وأخبرَني أبو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ أنَّ جابرَ بنَ عبدِ اللّهِ الأنصارِيَّ قال: وهُو يحدِّثُ عن فَتْرَةِ الْوَحْي ـ فقالَ في حَدِيثِه: «بَيْنا أنا أَمْشِي، إذْ سَمِعْتُ صَوْتاً منَ السماءِ، فرَفَعْتُ بَصَري فإذا المَلَك الذي جاءَني بحِراء جالسٌ على كُرْسِيّ بَيْنَ السماءِ والأرض، فرُعِبْتُ منه، فرَجَعْتُ فقلت: زَمِّلوني. فأنزَلَ اللَّهُ تعالى {يا أيُّها المُدَّثِّر، قُمْ فَأنْذِرْ} ـ إلى قوله: {والرِّجْزَ فاهْجُرْ}. فَحَمِيَ الوَحْيُ وتَتَابع». تابَعَهُ عبدُ اللّهِ بنُ يوسُفَ وأَبو صالحٍ، وتابَعَهُ هِلالُ بنُ رَدَّادٍ عن الزُّهْرِيِّ، وقال يُونُسُ ومَعْمَرٌ «بَوادِرُهُ»
.
حدَّثنا موسى بنُ إسْماعيلَ قال: حدَّثَنا أبو عَوانَةَ قال: حدثنا موسى بنُ أبي عائشةَ قال: حدثنا سَعيدُ بنُ جُبَير عن ابنِ عباسٍ في قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لتَعْجَلَ بِهِ} قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ مِنَ التَّنْزيلِ شِدَّةً، وكانَ مِمّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فقال ابنُ عباسٍ: فأنا أُحَرِّكُهما لكمْ كما كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهما. وقال سعيدٌ: أنا أُحَرِّكُهما كما رأيتُ ابنَ عباسٍ يحرِّكُهما ـ فحرَّكَ شَفَتَيْهِ ـ فأنزَلَ اللّهُ تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِه لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِه إِنَّ عَلَينا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ} قال: جَمْعُهُ لَكَ في صَدْرِك وتَقْرَأَه: {فإذا قَرَأْناهُ فاتَّبعْ قُرْآنَهُ} قال: فاسْتَمِعْ لهُ وأنْصِتْ: {ثمَّ إنَّ عَلَينا بَيانَه}. ثمَّ إِنَّ عَلَينا أنْ تَقْرَأَهُ. فكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعدَ ذلك إذا أتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فإذا انْطَلَق جِبْريلُ قَرَأَهُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كما قَرَأَه
حدَّثنا عَبْدانُ قال: أخبرَنا عبدُ اللهِ قالَ: أخبرَنا يونُسُ عن الزُّهْريّ . وحدّثنا بِشْرُ بنُ محمدٍ قال: أخبرَنا عبدُ اللّهِ قالَ: أخبرَنا يونُسُ و مَعْمَرٌ عنِ الزُّهْرِيّ نحوَه قالَ: أخبرني عُبَيْدُ اللّهِ بنُ عبدِ اللّهِ عن ابنِ عباسٍ قال: كان رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ الناسِ، وكانَ أَجودَ ما يكونُ في رَمَضانَ حِينَ يلْقاهُ جِبرِيلُ، وكانَ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ مِنْ رَمضانَ فَيُدارِسُه القُرْآنَ. فلَرَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بالخَيْر مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَة
حدَّثنا أبو اليَمانِ الحَكَمُ بنُ نافِعٍ قال: أَخْبرَنا شُعَيْبٌ عَن الزُّهْريّ قال: أَخْبَرَني عُبَيْدُ الله بنُ عبدِ اللّهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ أَن عبدَ اللّهِ بنَ عباسٍ أَخبرهُ أَنَّ أبا سُفْيانَ بنَ حَرْبٍ أخبرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ في رَكْب مِنْ قُرَيْشٍ، وكانوا تجَّاراً بالشَّامِ في المُدَّةِ التي كان رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مادَّ فيها أَبا سُفْيانَ وكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فأَتوهُ وَهُمْ بإيْليَاءَ، فدعاهُمْ في مَجلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَماءُ الرُّومِ، ثمَّ دَعاهمْ وَدَعا بِتَرْجُمانِهِ، فقالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَباً بِهذا الرَّجُلِ الذي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فقال أبو سُفْيانَ: فقلتُ أنا أقْرَبُهمْ نَسَباً. فقال: أَدْنوهُ مِنِّي، وَقَرِّبوا أصحابَهُ فاجْعَلُوهُمْ عندَ ظَهْرِه. ثمَّ قال لِتَرْجُمانِهِ: قُلْ لهمْ إِنِّي سائِلٌ هذا الرَّجُلَ، فإن كَذَبنِي فكذِّبوه. فَواللّهِ لَوْلا الحَياءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِباً لَكَذبْتُ عنهُ. ثُمَّ كانَ أَوَّلَ ما سَألَني عنهُ. أَنْ قال: كَيفَ نَسَبُهُ فيكمْ؟ قلتُ: هوَ فينا ذُو نَسَب. قال: فهلْ قال هذا القَوْلَ منكم أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَه؟ قلتُ: لا. قال: فهلْ كانَ مِنْ آبائِه مِنْ مَلِك؟ قلت: لا. قال: فأشرافُ الناسِ يَتَّبعونَهُ أَمْ ضُعَفاؤُهُم؟ فقلتُ: بَلْ ضُعَفاؤُهُم. قال: أيَزِيدونَ أَمْ يَنْقُصون؟ قلتُ: بَلْ يَزيدون.قال: فهلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ منهمْ سَخْطَة لِدِينِهِ بعدَ أَنْ يَدْخُلَ فيه؟ قلتُ: لا. قال: فهلْ كُنتمْ تَتَّهِمونَهُ بالكذِبِ قبلَ أَنْ يَقولَ ما قال؟ قلتُ: لا. قال: فهلْ يَغْدِرُ؟ قلتُ: لا، ونحنُ منهُ في مُدَّةٍ لا نَدْري ما هو فاعِلٌ فيها. قال: ولم تُمْكِنِّي كلِمةٌ أُدْخِلُ فيها شَيئاً غيْرُ هذِهِ الكلمة. قال: فهل قاتَلْتُموهُ؟ قلتُ: نعم. قال: فكيفَ كان قِتالُكمْ إِيَّاهُ؟ قلتُ: الحربُ بَينَنا وبينَهُ سِجالٌ، يَنالُ مِنَّا وَنَنالُ منه. قال: ماذا يأْمُرُكمْ؟ قلتُ: يَقولُ اعْبُدُوا اللّهَ وَحْدَهُ ولا تُشْرِكوا بهِ شيئاً، واتْرُكوا ما يَقولُ آباؤُكمْ. وَيَأْمُرُنا بالصلاةِ والصِّدْقِ وَالعَفافِ والصِّلَة. فقال للتَّرْجُمانِ: قُلْ له سَألْتُكَ عن نسَبِهِ فَذَكرتَ أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرُّسُل تُبْعَثُ في نَسَبِ قَوْمِها. وَسَألْتُكَ هلْ قال أحدٌ منكمْ هذا القولَ؟ فذكرتَ أن لا، فقلتُ: لو كانَ أَحَدٌ قال هذا القولَ قَبْلَهُ، لقُلتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بقولٍ قِيلَ قبلَه. وسألتُكَ هلْ كان مِن آبائه مِنْ مَلِكٍ؟ فذكرتَ أَنْ لا، قلتُ فلو كان مِنْ آبائِه مِنْ مَلِكٍ قلتُ: رَجْلٌ يَطلُبُ مُلكَ، أَبيهِ.وسألتُكَ هل كنتم تَتَّهمونَهُ بالكَذِبِ قبْلَ أن يقولَ ما قالَ؟ فذَكرتَ أَنْ لا، فقد أعرفُ أنَّهُ لم يكن لِيَذَرَ الكَذِبَ على الناسِ ويكذِبَ على اللّه. وسألتُكَ أَشرافُ الناسِ اتَّبَعوهُ أَمْ ضُعَفاؤُهُمْ؟ فذكرتَ أَنَّ ضُعَفاءهمْ اتَّبعوه، وهم أَتْباعُ الرُّسُل، وسألتُكَ أيَزيدُونَ أم يَنْقُصون؟ فَذكرتَ أَنَّهمْ يَزِيدُون، وكذلِكَ أمرُ الإِيمانِ حتى يَتِمَّ. وسألتُكَ أَيَرْتَدُّ أحدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بعدَ أَنْ يَدخُلَ فيهِ، فذكرت أَنْ لا، وكذلِكَ الإِيمانُ حِينَ تُخالِطُ بَشاشَتُه القلوبَ. وسألتُكَ هلْ يَغْدِرُ؟ فذكرتَ أَنْ لا، وكذلك الرُّسُل لا تَغدِرُ. وسألتُكَ بما يَأْمُرُكمْ؟ فذكرتَ أنه يأْمُرُكم أن تَعبُدوا اللّهَ ولا تُشْرِكوا به شيئاً، وَيَنهاكمْ عنْ عِبادةِ الأوثانِ، ويأْمُرُكم بالصُّلاةِ والصِّدقِ والعَفافِ، فإن كانَ ما تقولُ حَقّاً فسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَميَّ هاتَين. وقد كنتُ أعلمُ أنه خارجٌ، لم أكُنْ أَظُنُّ أنه منكم، فلو أنِّي أَعلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إليه، لَتَجَشَّمْتُ لِقاءَه، ولو كنتُ عنْدَهُ لَغَسَلْتُ عن قَدَمِه.
.
حدَّثنا موسى بنُ إسْماعيلَ قال: حدَّثَنا أبو عَوانَةَ قال: حدثنا موسى بنُ أبي عائشةَ قال: حدثنا سَعيدُ بنُ جُبَير عن ابنِ عباسٍ في قوله تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لتَعْجَلَ بِهِ} قال: كان رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعالِجُ مِنَ التَّنْزيلِ شِدَّةً، وكانَ مِمّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فقال ابنُ عباسٍ: فأنا أُحَرِّكُهما لكمْ كما كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُحَرِّكُهما. وقال سعيدٌ: أنا أُحَرِّكُهما كما رأيتُ ابنَ عباسٍ يحرِّكُهما ـ فحرَّكَ شَفَتَيْهِ ـ فأنزَلَ اللّهُ تعالى: {لا تُحَرِّكْ بِه لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِه إِنَّ عَلَينا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ} قال: جَمْعُهُ لَكَ في صَدْرِك وتَقْرَأَه: {فإذا قَرَأْناهُ فاتَّبعْ قُرْآنَهُ} قال: فاسْتَمِعْ لهُ وأنْصِتْ: {ثمَّ إنَّ عَلَينا بَيانَه}. ثمَّ إِنَّ عَلَينا أنْ تَقْرَأَهُ. فكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعدَ ذلك إذا أتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ، فإذا انْطَلَق جِبْريلُ قَرَأَهُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كما قَرَأَه
حدَّثنا عَبْدانُ قال: أخبرَنا عبدُ اللهِ قالَ: أخبرَنا يونُسُ عن الزُّهْريّ . وحدّثنا بِشْرُ بنُ محمدٍ قال: أخبرَنا عبدُ اللّهِ قالَ: أخبرَنا يونُسُ و مَعْمَرٌ عنِ الزُّهْرِيّ نحوَه قالَ: أخبرني عُبَيْدُ اللّهِ بنُ عبدِ اللّهِ عن ابنِ عباسٍ قال: كان رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ الناسِ، وكانَ أَجودَ ما يكونُ في رَمَضانَ حِينَ يلْقاهُ جِبرِيلُ، وكانَ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ مِنْ رَمضانَ فَيُدارِسُه القُرْآنَ. فلَرَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بالخَيْر مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَة
حدَّثنا أبو اليَمانِ الحَكَمُ بنُ نافِعٍ قال: أَخْبرَنا شُعَيْبٌ عَن الزُّهْريّ قال: أَخْبَرَني عُبَيْدُ الله بنُ عبدِ اللّهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ أَن عبدَ اللّهِ بنَ عباسٍ أَخبرهُ أَنَّ أبا سُفْيانَ بنَ حَرْبٍ أخبرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ في رَكْب مِنْ قُرَيْشٍ، وكانوا تجَّاراً بالشَّامِ في المُدَّةِ التي كان رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم مادَّ فيها أَبا سُفْيانَ وكُفَّارَ قُرَيْشٍ، فأَتوهُ وَهُمْ بإيْليَاءَ، فدعاهُمْ في مَجلِسِهِ، وَحَوْلَهُ عُظَماءُ الرُّومِ، ثمَّ دَعاهمْ وَدَعا بِتَرْجُمانِهِ، فقالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَباً بِهذا الرَّجُلِ الذي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟ فقال أبو سُفْيانَ: فقلتُ أنا أقْرَبُهمْ نَسَباً. فقال: أَدْنوهُ مِنِّي، وَقَرِّبوا أصحابَهُ فاجْعَلُوهُمْ عندَ ظَهْرِه. ثمَّ قال لِتَرْجُمانِهِ: قُلْ لهمْ إِنِّي سائِلٌ هذا الرَّجُلَ، فإن كَذَبنِي فكذِّبوه. فَواللّهِ لَوْلا الحَياءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِباً لَكَذبْتُ عنهُ. ثُمَّ كانَ أَوَّلَ ما سَألَني عنهُ. أَنْ قال: كَيفَ نَسَبُهُ فيكمْ؟ قلتُ: هوَ فينا ذُو نَسَب. قال: فهلْ قال هذا القَوْلَ منكم أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَه؟ قلتُ: لا. قال: فهلْ كانَ مِنْ آبائِه مِنْ مَلِك؟ قلت: لا. قال: فأشرافُ الناسِ يَتَّبعونَهُ أَمْ ضُعَفاؤُهُم؟ فقلتُ: بَلْ ضُعَفاؤُهُم. قال: أيَزِيدونَ أَمْ يَنْقُصون؟ قلتُ: بَلْ يَزيدون.قال: فهلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ منهمْ سَخْطَة لِدِينِهِ بعدَ أَنْ يَدْخُلَ فيه؟ قلتُ: لا. قال: فهلْ كُنتمْ تَتَّهِمونَهُ بالكذِبِ قبلَ أَنْ يَقولَ ما قال؟ قلتُ: لا. قال: فهلْ يَغْدِرُ؟ قلتُ: لا، ونحنُ منهُ في مُدَّةٍ لا نَدْري ما هو فاعِلٌ فيها. قال: ولم تُمْكِنِّي كلِمةٌ أُدْخِلُ فيها شَيئاً غيْرُ هذِهِ الكلمة. قال: فهل قاتَلْتُموهُ؟ قلتُ: نعم. قال: فكيفَ كان قِتالُكمْ إِيَّاهُ؟ قلتُ: الحربُ بَينَنا وبينَهُ سِجالٌ، يَنالُ مِنَّا وَنَنالُ منه. قال: ماذا يأْمُرُكمْ؟ قلتُ: يَقولُ اعْبُدُوا اللّهَ وَحْدَهُ ولا تُشْرِكوا بهِ شيئاً، واتْرُكوا ما يَقولُ آباؤُكمْ. وَيَأْمُرُنا بالصلاةِ والصِّدْقِ وَالعَفافِ والصِّلَة. فقال للتَّرْجُمانِ: قُلْ له سَألْتُكَ عن نسَبِهِ فَذَكرتَ أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرُّسُل تُبْعَثُ في نَسَبِ قَوْمِها. وَسَألْتُكَ هلْ قال أحدٌ منكمْ هذا القولَ؟ فذكرتَ أن لا، فقلتُ: لو كانَ أَحَدٌ قال هذا القولَ قَبْلَهُ، لقُلتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بقولٍ قِيلَ قبلَه. وسألتُكَ هلْ كان مِن آبائه مِنْ مَلِكٍ؟ فذكرتَ أَنْ لا، قلتُ فلو كان مِنْ آبائِه مِنْ مَلِكٍ قلتُ: رَجْلٌ يَطلُبُ مُلكَ، أَبيهِ.وسألتُكَ هل كنتم تَتَّهمونَهُ بالكَذِبِ قبْلَ أن يقولَ ما قالَ؟ فذَكرتَ أَنْ لا، فقد أعرفُ أنَّهُ لم يكن لِيَذَرَ الكَذِبَ على الناسِ ويكذِبَ على اللّه. وسألتُكَ أَشرافُ الناسِ اتَّبَعوهُ أَمْ ضُعَفاؤُهُمْ؟ فذكرتَ أَنَّ ضُعَفاءهمْ اتَّبعوه، وهم أَتْباعُ الرُّسُل، وسألتُكَ أيَزيدُونَ أم يَنْقُصون؟ فَذكرتَ أَنَّهمْ يَزِيدُون، وكذلِكَ أمرُ الإِيمانِ حتى يَتِمَّ. وسألتُكَ أَيَرْتَدُّ أحدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بعدَ أَنْ يَدخُلَ فيهِ، فذكرت أَنْ لا، وكذلِكَ الإِيمانُ حِينَ تُخالِطُ بَشاشَتُه القلوبَ. وسألتُكَ هلْ يَغْدِرُ؟ فذكرتَ أَنْ لا، وكذلك الرُّسُل لا تَغدِرُ. وسألتُكَ بما يَأْمُرُكمْ؟ فذكرتَ أنه يأْمُرُكم أن تَعبُدوا اللّهَ ولا تُشْرِكوا به شيئاً، وَيَنهاكمْ عنْ عِبادةِ الأوثانِ، ويأْمُرُكم بالصُّلاةِ والصِّدقِ والعَفافِ، فإن كانَ ما تقولُ حَقّاً فسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَميَّ هاتَين. وقد كنتُ أعلمُ أنه خارجٌ، لم أكُنْ أَظُنُّ أنه منكم، فلو أنِّي أَعلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إليه، لَتَجَشَّمْتُ لِقاءَه، ولو كنتُ عنْدَهُ لَغَسَلْتُ عن قَدَمِه.
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 918
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الاخ من الرضاع
أمس في 1:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» كيف وصل القرآن الكريم إلينا ؟
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:07 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لماذا يطلق على إيران بالصفوية
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم2
الخميس أكتوبر 24, 2024 3:07 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» العصا تنقلب الى مصباح منير
الخميس أكتوبر 24, 2024 12:51 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» أبو نواس ، يغفر الله تعالى الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 1:45 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» قصة بشار بن برد مع الحمار
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الوصية حرام بهذه الطريقة
السبت أكتوبر 19, 2024 10:03 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» القرآن يتحدى الذكاء الاصطناعي
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 2:30 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الإثنين أكتوبر 14, 2024 1:10 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» حتى الكافر انتفع بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإثنين سبتمبر 09, 2024 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» تفسير قول الله تعالى ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ )
الثلاثاء أغسطس 13, 2024 12:24 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الايام الماضية والسابقة أين ذهبت
الإثنين يوليو 29, 2024 10:28 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان