بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
هل تتلاقى الارواح و تتزاور مع بعضها البعض
صفحة 1 من اصل 1
هل تتلاقى الارواح و تتزاور مع بعضها البعض
من كتاب الروح لابن القيم الجوزية
المسألة الثانية وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا؟
وهي أيضاً مسألة شريفة كبيرة القدر، وجوابها أن الأرواح قسمان: أرواح معذبة وأرواح منعمة، فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي، والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا، وما يكون من أهل الدنيا، فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها، وروح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى. قال الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} وهذه المعية ثابتة في الدنيا، وفي دار البرزخ، وفي دار الجزاء، والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة.
وروى جرير: عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا، فإذا متّ رفعت فوقنا فلم نرك، فأنزل الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً}.
وقال الشعبي: جاء رجل من الأنصار وهو يبكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يبكيك يا فلان؟ فقال: يا نبي الله والله الذي لا إله إلا هو لأنت أحبّ إليّ من أهلي ومالي، والله الذي لا إله إلا هو لأنت أحب إليّ من نفسي، وأنا أذكرك أنا وأهلي فيأخذني كذا حتى أراك، فذكرت موتك وموتي، فعرفت أني لن أجامعك إلا في الدنيا، وأنك ترفع في النبيين، وعرفت أني إن دخلت الجنة كنت في منزل أدنى من منزلك، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فأنزل الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} إلى قوله: {وكفى بالله عليماً} وقال تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} أي ادخلي في جملتهم، وكوني معهم، وهذا يقال للروح عند الموت.
وفي قصة الإسراء من حديث عبد الله بن مسعود قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فتذاكروا الساعة، فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم، ثم بموسى فلم يكن عنده منها علم، حتى أجمعوا الحديث إلى عيسى، فقال عيسى: عهد الله إليّ فيما دون وجبتها، فذكر خروج الدجال. قال: فأهبط فأقتله، ويرجع الناس إلى بلادهم فتستقبلهم يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فلا يمرون بماء إلا شربوه، ولا يمرون بشيء إلا أفسدوه، فيجأرون إليّ فأدعو الله فيميتهم، فتجأر الأرض إلى الله من ريحهم، ويجأرون إليّ فأدعو، ويرسل الله السماء بالماء فيحمل أجسامهم، فيقذفها في البحر، ثم ينسف الجبال ويمد الأرض مد الأديم، فعهد الله إليّ إذا كان كذلك، فإن الساعة من الناس كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلاً أو نهاراً، ذكره الحاكم والبيهقي وغيرهما.
وهذا نص في تذاكر الأرواح العلم.
وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم عند ربهم يرزقون، وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون. الثاني: أنهم إنما استبشروا بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم. الثالث: أن لفظ يستبشرون يفيد في اللغة أنهم يبشر بعضهم بعضاً مثل يتباشرون.
وقد تواترت المرائي بذلك. فمنها ما ذكره صالح بن بشير، قال: رأيت عطاء السلمي في النوم بعد موته، فقلت له: يرحمك الله لقد كنت طويل الحزن في الدنيا. فقال: أما والله لقد أعقبني ذلك فرحاً طويلاً وسروراً دائماً. فقلت: في أيّ الدرجات أنت؟ قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقال عبد الله بن المبارك: رأيت سفيان الثوري في النوم، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: لقيت محمداً وحزبه.
وقال صخر بن راشد: رأيت عبد الله بن المبارك في النوم بعد موته فقلت: أليس قد متّ؟ قال: بلى، قلت: فما صنع الله بك؟ قال: غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب. قلت: فسفيان الثوري؟ قال: بخ بخ ذاك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
وذكر ابن أبي الدنيا من حديث حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن يقظة بنت راشد قالت: كان مروان المحلمي لي جاراً، وكان قاضياً مجتهداً. قالت: فمات فوجدتُ عليه وجداً شديداً. قالت: فرأيته فيما يرى النائم، قلت: أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟ قال: أدخلني الجنة، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت من إخوانك؟ قال: رأيت الحسن وابن سيرين وميمون بن سياه. قال حماد: قال هشام بن حسان: فحدثتني أم عبد الله، وكانت من خيار نساء أهل البصرة قالت: رأيت فيما يرى النائم كأني دخلت داراً حسنة، ثم دخلت بستاناً، فذكرت من حسنه ما شاء الله، فإذا أنا فيه برجل متكىء على سرير من ذهب وحوله الوصفاء بأيديهم الأكاويب. قالت: فإني لمتعجبة من حسن ما أرى إذ قيل: هذا مروان المحلمي أقبل، فوثب فاستوى جالساً على سريره. قالت: واستيقظت من منامي فإذا جنازة مروان قد مُرَّ بها على بابي تلك الساعة.
وقد جاءت سنة صريحة بتلاقي الأرواح وتعارفها.
قال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، أخبرني فضيل بن سليمان النميري، حدثني يحيـى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن جده قال: لما مات بشر بن البراء بن معرور وجدتْ عليه أُم بشر وَجْداً شديداً، فقالت: يا رسول الله إنه لا يزال الهالك يهلك من بني سلمة، فهل تتعارف الموتى؟ فأرسل إلى بشر بالسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم والذي نفسي بيده يا أم بشر إنهم ليتعارفون كما تتعارف الطير في رؤوس الشجر» وكان لا يهلك هالك من بني سلمة إلا جاءته أم بشر، فقالت: يا فلان عليك السلام، فيقول: وعليك، فتقول: اقرأ على بشر السلام.
وذكر ابن أبي الدنيا من حديث سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير قال: أهل القبور يتوكفون الأخبار، فإذا أتاهم الميت قالوا: ما فعل فلان؟ فيقول: صالح. ما فعل فلان؟ يقول: صالح. ما فعل فلان؟ فيقول: ألم يأتكم؟ أو ما قدم عليكم؟ فيقولون: لا. فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، سلك به غير سبيلنا.
وقال صالح المري: بلغني أن الأرواح تتلاقى عند الموت، فتقول أرواح الموتى للروح التي تخرج إليها: كيف كان مأواك، وفي أيّ الجسدين كنت في طيب أم خبيث؟ ثم بكى حتى غلبه البكاء.
وقال عبيد بن عمير: إذا مات الميت تلقته الأرواح يستخبرونه كما يستخبر الركب ما فعل فلان؟ ما فعل فلان؟ فإذا قال: توفي، ولم يأتهم، قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية.
وقال سعيد بن المسيب: إذا مات الرجل استقبله ولده كما يستقبل الغائب.
وقال عبيد بن عمير أيضاً: لو رآني آيس من لقاء من مات من أهلي لألفاني قد مت كمداً.
وذكر معاوية بن يحيـى: عن عبد الله بن سلمة أن أبا رهم المسمعيّ حدثه أن أبا أيوب الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة من عند الله كما يتلقى البشير في الدنيا، فيقولون: انظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب شديد، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ وماذا فعلت فلانة؟ وهل تزوجت فلانة؟ فإذا سألوه عن رجل مات قبله قال: إنه قد مات قبلي. قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون ذُهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية».
وقد تقدم حديث يحيـى بن بسطام، حدثني مسمع بن عاصم قال: رأيت عاصماً الجحدري في منامي بعد موته بسنتين، فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى. قلت: وأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم قلت: أجسامكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح.
المسألة الثانية وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا؟
وهي أيضاً مسألة شريفة كبيرة القدر، وجوابها أن الأرواح قسمان: أرواح معذبة وأرواح منعمة، فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي، والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا، وما يكون من أهل الدنيا، فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها، وروح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى. قال الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} وهذه المعية ثابتة في الدنيا، وفي دار البرزخ، وفي دار الجزاء، والمرء مع من أحب في هذه الدور الثلاثة.
وروى جرير: عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: قال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لنا أن نفارقك في الدنيا، فإذا متّ رفعت فوقنا فلم نرك، فأنزل الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً}.
وقال الشعبي: جاء رجل من الأنصار وهو يبكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يبكيك يا فلان؟ فقال: يا نبي الله والله الذي لا إله إلا هو لأنت أحبّ إليّ من أهلي ومالي، والله الذي لا إله إلا هو لأنت أحب إليّ من نفسي، وأنا أذكرك أنا وأهلي فيأخذني كذا حتى أراك، فذكرت موتك وموتي، فعرفت أني لن أجامعك إلا في الدنيا، وأنك ترفع في النبيين، وعرفت أني إن دخلت الجنة كنت في منزل أدنى من منزلك، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، فأنزل الله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} إلى قوله: {وكفى بالله عليماً} وقال تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} أي ادخلي في جملتهم، وكوني معهم، وهذا يقال للروح عند الموت.
وفي قصة الإسراء من حديث عبد الله بن مسعود قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فتذاكروا الساعة، فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم، ثم بموسى فلم يكن عنده منها علم، حتى أجمعوا الحديث إلى عيسى، فقال عيسى: عهد الله إليّ فيما دون وجبتها، فذكر خروج الدجال. قال: فأهبط فأقتله، ويرجع الناس إلى بلادهم فتستقبلهم يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فلا يمرون بماء إلا شربوه، ولا يمرون بشيء إلا أفسدوه، فيجأرون إليّ فأدعو الله فيميتهم، فتجأر الأرض إلى الله من ريحهم، ويجأرون إليّ فأدعو، ويرسل الله السماء بالماء فيحمل أجسامهم، فيقذفها في البحر، ثم ينسف الجبال ويمد الأرض مد الأديم، فعهد الله إليّ إذا كان كذلك، فإن الساعة من الناس كالحامل المتمّ لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها ليلاً أو نهاراً، ذكره الحاكم والبيهقي وغيرهما.
وهذا نص في تذاكر الأرواح العلم.
وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم عند ربهم يرزقون، وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون. الثاني: أنهم إنما استبشروا بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم. الثالث: أن لفظ يستبشرون يفيد في اللغة أنهم يبشر بعضهم بعضاً مثل يتباشرون.
وقد تواترت المرائي بذلك. فمنها ما ذكره صالح بن بشير، قال: رأيت عطاء السلمي في النوم بعد موته، فقلت له: يرحمك الله لقد كنت طويل الحزن في الدنيا. فقال: أما والله لقد أعقبني ذلك فرحاً طويلاً وسروراً دائماً. فقلت: في أيّ الدرجات أنت؟ قال: مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
وقال عبد الله بن المبارك: رأيت سفيان الثوري في النوم، فقلت له: ما فعل الله بك؟ قال: لقيت محمداً وحزبه.
وقال صخر بن راشد: رأيت عبد الله بن المبارك في النوم بعد موته فقلت: أليس قد متّ؟ قال: بلى، قلت: فما صنع الله بك؟ قال: غفر لي مغفرة أحاطت بكل ذنب. قلت: فسفيان الثوري؟ قال: بخ بخ ذاك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
وذكر ابن أبي الدنيا من حديث حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، عن يقظة بنت راشد قالت: كان مروان المحلمي لي جاراً، وكان قاضياً مجتهداً. قالت: فمات فوجدتُ عليه وجداً شديداً. قالت: فرأيته فيما يرى النائم، قلت: أبا عبد الله ما صنع بك ربك؟ قال: أدخلني الجنة، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى أصحاب اليمين، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم رفعت إلى المقربين. قلت: فمن رأيت من إخوانك؟ قال: رأيت الحسن وابن سيرين وميمون بن سياه. قال حماد: قال هشام بن حسان: فحدثتني أم عبد الله، وكانت من خيار نساء أهل البصرة قالت: رأيت فيما يرى النائم كأني دخلت داراً حسنة، ثم دخلت بستاناً، فذكرت من حسنه ما شاء الله، فإذا أنا فيه برجل متكىء على سرير من ذهب وحوله الوصفاء بأيديهم الأكاويب. قالت: فإني لمتعجبة من حسن ما أرى إذ قيل: هذا مروان المحلمي أقبل، فوثب فاستوى جالساً على سريره. قالت: واستيقظت من منامي فإذا جنازة مروان قد مُرَّ بها على بابي تلك الساعة.
وقد جاءت سنة صريحة بتلاقي الأرواح وتعارفها.
قال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، أخبرني فضيل بن سليمان النميري، حدثني يحيـى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن جده قال: لما مات بشر بن البراء بن معرور وجدتْ عليه أُم بشر وَجْداً شديداً، فقالت: يا رسول الله إنه لا يزال الهالك يهلك من بني سلمة، فهل تتعارف الموتى؟ فأرسل إلى بشر بالسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم والذي نفسي بيده يا أم بشر إنهم ليتعارفون كما تتعارف الطير في رؤوس الشجر» وكان لا يهلك هالك من بني سلمة إلا جاءته أم بشر، فقالت: يا فلان عليك السلام، فيقول: وعليك، فتقول: اقرأ على بشر السلام.
وذكر ابن أبي الدنيا من حديث سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير قال: أهل القبور يتوكفون الأخبار، فإذا أتاهم الميت قالوا: ما فعل فلان؟ فيقول: صالح. ما فعل فلان؟ يقول: صالح. ما فعل فلان؟ فيقول: ألم يأتكم؟ أو ما قدم عليكم؟ فيقولون: لا. فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، سلك به غير سبيلنا.
وقال صالح المري: بلغني أن الأرواح تتلاقى عند الموت، فتقول أرواح الموتى للروح التي تخرج إليها: كيف كان مأواك، وفي أيّ الجسدين كنت في طيب أم خبيث؟ ثم بكى حتى غلبه البكاء.
وقال عبيد بن عمير: إذا مات الميت تلقته الأرواح يستخبرونه كما يستخبر الركب ما فعل فلان؟ ما فعل فلان؟ فإذا قال: توفي، ولم يأتهم، قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية.
وقال سعيد بن المسيب: إذا مات الرجل استقبله ولده كما يستقبل الغائب.
وقال عبيد بن عمير أيضاً: لو رآني آيس من لقاء من مات من أهلي لألفاني قد مت كمداً.
وذكر معاوية بن يحيـى: عن عبد الله بن سلمة أن أبا رهم المسمعيّ حدثه أن أبا أيوب الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة من عند الله كما يتلقى البشير في الدنيا، فيقولون: انظروا أخاكم حتى يستريح فإنه كان في كرب شديد، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ وماذا فعلت فلانة؟ وهل تزوجت فلانة؟ فإذا سألوه عن رجل مات قبله قال: إنه قد مات قبلي. قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون ذُهب به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية».
وقد تقدم حديث يحيـى بن بسطام، حدثني مسمع بن عاصم قال: رأيت عاصماً الجحدري في منامي بعد موته بسنتين، فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى. قلت: وأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم قلت: أجسامكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح.
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 918
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الاخ من الرضاع
الجمعة نوفمبر 22, 2024 1:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» كيف وصل القرآن الكريم إلينا ؟
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:07 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لماذا يطلق على إيران بالصفوية
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم2
الخميس أكتوبر 24, 2024 3:07 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» العصا تنقلب الى مصباح منير
الخميس أكتوبر 24, 2024 12:51 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» أبو نواس ، يغفر الله تعالى الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 1:45 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» قصة بشار بن برد مع الحمار
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الوصية حرام بهذه الطريقة
السبت أكتوبر 19, 2024 10:03 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» القرآن يتحدى الذكاء الاصطناعي
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 2:30 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الإثنين أكتوبر 14, 2024 1:10 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» حتى الكافر انتفع بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإثنين سبتمبر 09, 2024 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» تفسير قول الله تعالى ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ )
الثلاثاء أغسطس 13, 2024 12:24 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الايام الماضية والسابقة أين ذهبت
الإثنين يوليو 29, 2024 10:28 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان