بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
الانبياء بشر و لكن
صفحة 1 من اصل 1
الانبياء بشر و لكن
من كتبا مفاهيم يجب ان تصحح
الأنبياء بشر ولكن ..
يظن بعض الناس أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يساوون غيرهم من البشر في كل أحوالهم وأعراضهم ، وهذا خطأ واضح وجهل فاضح ترده الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة .
وهم وإن كانوا يشتركون مع جميع بني آدم في حقيقة الأصل التي هي البشرية من قوله جل ذكره : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ إلا أنهم يختلفون عنهم في كثير من الصفات والعوارض وإلا فما هي مزيتهم ؟ وكيف تظهر ثمرة اصطفائهم على غيرهم واجتبائهم على من سواهم .
وسنذكر في هذا المبحث شيئاً من صفاتهم في الدنيا وخصائصهم في البرزخ التي ثبتت لهم بنص الكتاب والسنة .
الأنبياء سادة البشر :
الأنبياء هم الصفوة المختارة من عباد الله شرّفهم الله بالنبوة وأعطاهم الحكمة ورزقهم قوة العقل وسداد الرأي واصطفاهم ليكونوا وسطاء بينه وبين خلقه يبلغونهم أوامر الله عز وجل ويحذرونهم غضبه وعقابه ويرشدونهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة ، وقد اقتضت حكمة الله أن يكونوا من البشر ليتمكن الناس من الاجتماع بهم والأخذ عنهم والاتباع لهم في سلوكهم وأخلاقهم ، والبشرية هي عين إعجازهم فهم بشر من جنس البشر لكنهم متميزون عنهم بما لا يلحقهم به أحد ، ومن هنا كانت ملاحظة البشرية العادية المجردة فيهم دون غيرها هي نظرة جاهلية شركية .
فمن ذلك قول قوم نوح في حقه فيما حكاه الله عنهم إذ قال : فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا سورة هود : 27 ، ومن ذلك قول قوم موسى وعيسى في حقهما فيما حكاه الله عنهم إذ قال : فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ المؤمنون : 47 .
ومن ذلك قول أصحاب ثمود له فيما حكاه الله عنه بقووله : مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ الشعراء : 154 .
ومن ذلك قول أصحاب الأيكة لنبيهم شعيب فيما حكاه الله عنهم بقوله : قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ{185}وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ
الشعراء : 185،186.
ومن ذلك قول المشركين في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد رأوه بعين البشرية المجردة فيما حكاه الله عنهم بقوله : وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ .
صفات الأنبياء :
والأنبياء صلوات الله عليهم وإن كانوا من البشر يأكلون ويشربون ويصحون ويمرضون وينكحون النساء ويمشون في الأسواق وتعتريهم العوارض التي تمر على البشر من ضعف وشيخوخة وموت إلا أنهم يمتازون بخصائص ويتصفون بأوصاف عظيمة جليلة هي بالنسبة لهم من ألزم اللوازم ومن أهم الضروريات وهذه الصفات نلخصها فيما يلي :
1- الصدق .
2- التبليغ .
3- الأمانة .
4- الفطانة .
5- السلامة من العيوب المنفرة .
6- العصمة .
وليس هذا محل تفصيـل هذه الصفـات فقد تكفلت بها كتب التوحيد وسنذكر هنا بعض الصفات التي يتميز بها سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم عن عامة البشر .
يرى من خلفه كما يرى من أمامه :
أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((هل ترون قبلتي هاهنا ؟ فوالله ما يخفى عليَّ ركوعكم ولا سجودكم إني لأراكم من وراء ظهري)) ..
وأخرج مسلم عن أنس أن رسول الله قال :
((أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني أراكم من أمامي ومن خلفي)) ..
وأخرج عبد الرزاق في جامعه والحاكم وأبو نعيم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((إني لأنظر إلى ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي)) ..
وأخرج أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله :
((إني أراكم من وراء ظهري)) ..
يرى ما لا نرى ويسمع ما لا نسمع :
عن أبي ذر قال : قال رسول الله :
((إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)) .
قال أبو ذر : يا ليتني كنت شجرة تعضد . رواه أحمد والترمذي وابن ماجه .
إبطه الشريف صلى الله عليه وسلم :
أخرج الشيخان عن أنس قال : ((رأيت رسول الله يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه)) .
وأخرج ابن سعد عن جابر قال : ((كان النبي إذا سجد يرى بياض إبطيه)). وقد ورد ذكر بياض إبطيه في عدة أحاديث عن جماعة من الصحابـة.
قال المحب الطبري : من خصائصه أن الإبط من جميع الناس متغير اللون غيره . وذكر القرطبي مثل ذلك وزاد وأنه لا شعر فيه .
حفظه صلى الله عليه وسلم من التثاؤب :
أخرج البخاري في التاريخ وابن أبي شيبة في المصنف وابن سعد عن يزيد ابن الأصم قال : [ما تثاءب النبي قط] .
وأخرج ابن أبي شيبة عن مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال : [ما تثاءب نبي قط] .
عرقه الشريف صلى الله عليه وسلم :
أخرج مسلم عن أنس قال : [دخل علينا رسول الله فقال( ) عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فاستيقظ النبي فقال : يا أم سليم ! ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت : عرق نجعله لطيبنا وهو أطيب الطيب].
وأخرج من وجه آخر عن أنس [أن النبي كان يأتي أم سليم فيقيل(1) عندها فتبسط له نطعاً فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير ، فقال : [يا أم سليم ! ما هذا] ؟ قالت : عرقك أدوف به طيبي].
طوله صلى الله عليه وسلم :
أخرج ابن خثيمة في تاريخه والبيهقي وابن عساكر عن عائشة قالت : [لم يكن رسول الله بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد ، وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده ، ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما ، فإذا فارقاه نسب رسول الله إلى الربعة – وذكر ابن سبع في الخصائص ذلك وزاد – أنه كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين] .
ظله صلى الله عليه وسلم :
أخرج الحكيم الترمذي عن ذكوان أن رسول الله لم يكن له ظل في شمس ولا قمر ، قال ابن سبع : من خصائصه أن الظل كان لا يقع على الأرض ، وأنه كان نوراً إذا مشى في الشمس أو القمر لا ينظر له ظل ، قال بعضهم : ويشهد له حديث قوله في دعائه :
((واجعلني نورا)) ..
وذكر القاضي عياض في الشفاء والعزفيُّ في مولده : أن من خصائصه أنه كان لا ينزل عليه الذباب ، وذكره ابن سبع في الخصائص بلفظ : أنه لم يقع على ثيابه ذباب قط ، وزاد أن من خصائصه أن القمل لم يكن يؤذيه .
دمه صلى الله عليه وسلم :
أخرج البزار وأبو يعلى والطبراني والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي وهو يحتجم فلما فرغ ، قال : [يا عبد الله ! إذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد فشربه ، فلما رجع قال : يا عبد الله ! ما صنعت ؟ قال : جعلته في أخفى مكان علمت أنه مخفي عن الناس ، قال : لعلك شربته ؟ قلت : نعم ، قال : [ويل للناس منك وويل لك من الناس ، فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم] .
نومه صلى الله عليه وسلم :
أخرج الشيخان عن عائشة قالت : يا رسول الله ! أتنام قبل أن توتر ؟ قال :
((يا عائشة ! إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي)) ..
وأخرج الشيخان عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله :
((تنام عيني ولا ينام قلبي)) ..
وقال :
((الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم)) ..
جماعه صلى الله عليه وسلم :
أخرج البخاري من طريق قتادة عن أنس قال : [كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة ، قلت لأنس : أو كان يطيقه ؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين] .
حفظه من الاحتلام :
أخرج الطبراني من طريق عكرمة عن أنس وابن عباس والدينوري في [المجالسة] من طريق مجاهد عن ابن عباس قال :
((ما احتلم نبي قط وإنما الاحتلام من الشيطان)) ..
بوله صلى الله عليه وسلم :
أخرج الحسن بن سفيان في مسنده وأبو يعلى والحاكم والدارقطني وأبو نعيم عن أم أيمن قالت : قام النبي من الليل إلى فخارة في جانب البيت ، فبال فيها ، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها فلما أصبح أخبرته فضحك وقال :
((إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبداً)) ..
وأخرج عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت أن النبي كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره ، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها : بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته ، قال : صحة يا أم يوسف ، وكانت تكنى أم يوسف ، فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه . قال ابن دحية : هذه قضية أخرى غير قضية أم أيمن ، وبركة أم يوسف غير بركة أم أيمن( ).
خـلاصـة مفـيدة :
وقد نظم بعضهم جملة من الخصائص التي تميز بها صلى الله عليه وسلم عن غيره من جهة الصفات البشرية العادية فقال :
خص نبينا بعشرة خصــال لم يحتلم قط وما لـه ظـلال
والأرض ما يـخرج منه تبتلع كذلك الذبـاب عنـه ممتنع
تنام عينـاه وقلـب لا ينـام من خلفه يرى كما يرى أمام
لم يتثاءب قط وهـي السابعة ولـد مختونـاً إليهـا تابعة
تعرفـه الدواب حين يركب تأتي إليـه سرعـة لا تهرب
يعلو جلوسه جلوس الجلسـا صلى عليه الله صبحا ومسا
وقد ذكرنا في (مباحث نبوية) من الباب الثاني بعض الخصائص النبوية وخلاصة ما نراه في ذلك ، وهو أن هذه الخصائص كثيرة جداً ، منها ما صح سنده ، ومنها ما لم يصح ، ومنها ما هو مختلف فيه بين العلماء إذ يرى بعضهم أنه صحيح ، ويرى الآخرون خلاف ذلك ، فهي مسائل خلافية .
والكلام فيها دائر بين العلماء من قديم بين الصواب والخطأ ، والصحة والبطلان ، لا بين الكفر والإيمان ، وقد نقلنا جملة نم هذه الخصائص التي منها ما هو صحيح ، ومنها ما هو ليس بصحيح ، ومنها المقبول ، ومنها غير ذلك .
نقلناها لتكون شواهد على ما ذكرناه من تسامح بعض أئمة الحديث في نقل ذلك دون تحقيق أو نقد ، وليس المقصود من ذلك الكلام حول صحتها وعدم صحتها ، أو ثبوتها وعدم ثبوتها . فتدبّر .
الأنبياء بشر ولكن ..
يظن بعض الناس أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يساوون غيرهم من البشر في كل أحوالهم وأعراضهم ، وهذا خطأ واضح وجهل فاضح ترده الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة .
وهم وإن كانوا يشتركون مع جميع بني آدم في حقيقة الأصل التي هي البشرية من قوله جل ذكره : قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ إلا أنهم يختلفون عنهم في كثير من الصفات والعوارض وإلا فما هي مزيتهم ؟ وكيف تظهر ثمرة اصطفائهم على غيرهم واجتبائهم على من سواهم .
وسنذكر في هذا المبحث شيئاً من صفاتهم في الدنيا وخصائصهم في البرزخ التي ثبتت لهم بنص الكتاب والسنة .
الأنبياء سادة البشر :
الأنبياء هم الصفوة المختارة من عباد الله شرّفهم الله بالنبوة وأعطاهم الحكمة ورزقهم قوة العقل وسداد الرأي واصطفاهم ليكونوا وسطاء بينه وبين خلقه يبلغونهم أوامر الله عز وجل ويحذرونهم غضبه وعقابه ويرشدونهم إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة ، وقد اقتضت حكمة الله أن يكونوا من البشر ليتمكن الناس من الاجتماع بهم والأخذ عنهم والاتباع لهم في سلوكهم وأخلاقهم ، والبشرية هي عين إعجازهم فهم بشر من جنس البشر لكنهم متميزون عنهم بما لا يلحقهم به أحد ، ومن هنا كانت ملاحظة البشرية العادية المجردة فيهم دون غيرها هي نظرة جاهلية شركية .
فمن ذلك قول قوم نوح في حقه فيما حكاه الله عنهم إذ قال : فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا سورة هود : 27 ، ومن ذلك قول قوم موسى وعيسى في حقهما فيما حكاه الله عنهم إذ قال : فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ المؤمنون : 47 .
ومن ذلك قول أصحاب ثمود له فيما حكاه الله عنه بقووله : مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ الشعراء : 154 .
ومن ذلك قول أصحاب الأيكة لنبيهم شعيب فيما حكاه الله عنهم بقوله : قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ{185}وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ
الشعراء : 185،186.
ومن ذلك قول المشركين في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقد رأوه بعين البشرية المجردة فيما حكاه الله عنهم بقوله : وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ .
صفات الأنبياء :
والأنبياء صلوات الله عليهم وإن كانوا من البشر يأكلون ويشربون ويصحون ويمرضون وينكحون النساء ويمشون في الأسواق وتعتريهم العوارض التي تمر على البشر من ضعف وشيخوخة وموت إلا أنهم يمتازون بخصائص ويتصفون بأوصاف عظيمة جليلة هي بالنسبة لهم من ألزم اللوازم ومن أهم الضروريات وهذه الصفات نلخصها فيما يلي :
1- الصدق .
2- التبليغ .
3- الأمانة .
4- الفطانة .
5- السلامة من العيوب المنفرة .
6- العصمة .
وليس هذا محل تفصيـل هذه الصفـات فقد تكفلت بها كتب التوحيد وسنذكر هنا بعض الصفات التي يتميز بها سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم عن عامة البشر .
يرى من خلفه كما يرى من أمامه :
أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((هل ترون قبلتي هاهنا ؟ فوالله ما يخفى عليَّ ركوعكم ولا سجودكم إني لأراكم من وراء ظهري)) ..
وأخرج مسلم عن أنس أن رسول الله قال :
((أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني أراكم من أمامي ومن خلفي)) ..
وأخرج عبد الرزاق في جامعه والحاكم وأبو نعيم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((إني لأنظر إلى ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي)) ..
وأخرج أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله :
((إني أراكم من وراء ظهري)) ..
يرى ما لا نرى ويسمع ما لا نسمع :
عن أبي ذر قال : قال رسول الله :
((إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)) .
قال أبو ذر : يا ليتني كنت شجرة تعضد . رواه أحمد والترمذي وابن ماجه .
إبطه الشريف صلى الله عليه وسلم :
أخرج الشيخان عن أنس قال : ((رأيت رسول الله يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه)) .
وأخرج ابن سعد عن جابر قال : ((كان النبي إذا سجد يرى بياض إبطيه)). وقد ورد ذكر بياض إبطيه في عدة أحاديث عن جماعة من الصحابـة.
قال المحب الطبري : من خصائصه أن الإبط من جميع الناس متغير اللون غيره . وذكر القرطبي مثل ذلك وزاد وأنه لا شعر فيه .
حفظه صلى الله عليه وسلم من التثاؤب :
أخرج البخاري في التاريخ وابن أبي شيبة في المصنف وابن سعد عن يزيد ابن الأصم قال : [ما تثاءب النبي قط] .
وأخرج ابن أبي شيبة عن مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال : [ما تثاءب نبي قط] .
عرقه الشريف صلى الله عليه وسلم :
أخرج مسلم عن أنس قال : [دخل علينا رسول الله فقال( ) عندنا فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فاستيقظ النبي فقال : يا أم سليم ! ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت : عرق نجعله لطيبنا وهو أطيب الطيب].
وأخرج من وجه آخر عن أنس [أن النبي كان يأتي أم سليم فيقيل(1) عندها فتبسط له نطعاً فيقيل عليه وكان كثير العرق فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير ، فقال : [يا أم سليم ! ما هذا] ؟ قالت : عرقك أدوف به طيبي].
طوله صلى الله عليه وسلم :
أخرج ابن خثيمة في تاريخه والبيهقي وابن عساكر عن عائشة قالت : [لم يكن رسول الله بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد ، وكان ينسب إلى الربعة إذا مشى وحده ، ولم يكن على حال يماشيه أحد من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما ، فإذا فارقاه نسب رسول الله إلى الربعة – وذكر ابن سبع في الخصائص ذلك وزاد – أنه كان إذا جلس يكون كتفه أعلى من جميع الجالسين] .
ظله صلى الله عليه وسلم :
أخرج الحكيم الترمذي عن ذكوان أن رسول الله لم يكن له ظل في شمس ولا قمر ، قال ابن سبع : من خصائصه أن الظل كان لا يقع على الأرض ، وأنه كان نوراً إذا مشى في الشمس أو القمر لا ينظر له ظل ، قال بعضهم : ويشهد له حديث قوله في دعائه :
((واجعلني نورا)) ..
وذكر القاضي عياض في الشفاء والعزفيُّ في مولده : أن من خصائصه أنه كان لا ينزل عليه الذباب ، وذكره ابن سبع في الخصائص بلفظ : أنه لم يقع على ثيابه ذباب قط ، وزاد أن من خصائصه أن القمل لم يكن يؤذيه .
دمه صلى الله عليه وسلم :
أخرج البزار وأبو يعلى والطبراني والحاكم والبيهقي عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي وهو يحتجم فلما فرغ ، قال : [يا عبد الله ! إذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك أحد فشربه ، فلما رجع قال : يا عبد الله ! ما صنعت ؟ قال : جعلته في أخفى مكان علمت أنه مخفي عن الناس ، قال : لعلك شربته ؟ قلت : نعم ، قال : [ويل للناس منك وويل لك من الناس ، فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم] .
نومه صلى الله عليه وسلم :
أخرج الشيخان عن عائشة قالت : يا رسول الله ! أتنام قبل أن توتر ؟ قال :
((يا عائشة ! إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي)) ..
وأخرج الشيخان عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله :
((تنام عيني ولا ينام قلبي)) ..
وقال :
((الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم)) ..
جماعه صلى الله عليه وسلم :
أخرج البخاري من طريق قتادة عن أنس قال : [كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة ، قلت لأنس : أو كان يطيقه ؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين] .
حفظه من الاحتلام :
أخرج الطبراني من طريق عكرمة عن أنس وابن عباس والدينوري في [المجالسة] من طريق مجاهد عن ابن عباس قال :
((ما احتلم نبي قط وإنما الاحتلام من الشيطان)) ..
بوله صلى الله عليه وسلم :
أخرج الحسن بن سفيان في مسنده وأبو يعلى والحاكم والدارقطني وأبو نعيم عن أم أيمن قالت : قام النبي من الليل إلى فخارة في جانب البيت ، فبال فيها ، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها فلما أصبح أخبرته فضحك وقال :
((إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبداً)) ..
وأخرج عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت أن النبي كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره ، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء ، فقال لامرأة يقال لها : بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي كان في القدح ؟ قالت : شربته ، قال : صحة يا أم يوسف ، وكانت تكنى أم يوسف ، فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه . قال ابن دحية : هذه قضية أخرى غير قضية أم أيمن ، وبركة أم يوسف غير بركة أم أيمن( ).
خـلاصـة مفـيدة :
وقد نظم بعضهم جملة من الخصائص التي تميز بها صلى الله عليه وسلم عن غيره من جهة الصفات البشرية العادية فقال :
خص نبينا بعشرة خصــال لم يحتلم قط وما لـه ظـلال
والأرض ما يـخرج منه تبتلع كذلك الذبـاب عنـه ممتنع
تنام عينـاه وقلـب لا ينـام من خلفه يرى كما يرى أمام
لم يتثاءب قط وهـي السابعة ولـد مختونـاً إليهـا تابعة
تعرفـه الدواب حين يركب تأتي إليـه سرعـة لا تهرب
يعلو جلوسه جلوس الجلسـا صلى عليه الله صبحا ومسا
وقد ذكرنا في (مباحث نبوية) من الباب الثاني بعض الخصائص النبوية وخلاصة ما نراه في ذلك ، وهو أن هذه الخصائص كثيرة جداً ، منها ما صح سنده ، ومنها ما لم يصح ، ومنها ما هو مختلف فيه بين العلماء إذ يرى بعضهم أنه صحيح ، ويرى الآخرون خلاف ذلك ، فهي مسائل خلافية .
والكلام فيها دائر بين العلماء من قديم بين الصواب والخطأ ، والصحة والبطلان ، لا بين الكفر والإيمان ، وقد نقلنا جملة نم هذه الخصائص التي منها ما هو صحيح ، ومنها ما هو ليس بصحيح ، ومنها المقبول ، ومنها غير ذلك .
نقلناها لتكون شواهد على ما ذكرناه من تسامح بعض أئمة الحديث في نقل ذلك دون تحقيق أو نقد ، وليس المقصود من ذلك الكلام حول صحتها وعدم صحتها ، أو ثبوتها وعدم ثبوتها . فتدبّر .
ابا محمد اسحاق حمدان- عدد المساهمات : 918
رايك في الموضوع يهمنا : 0
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الاخ من الرضاع
أمس في 1:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» كيف وصل القرآن الكريم إلينا ؟
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 3:07 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الأحد نوفمبر 17, 2024 9:55 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» لماذا يطلق على إيران بالصفوية
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم2
الخميس أكتوبر 24, 2024 3:07 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» العصا تنقلب الى مصباح منير
الخميس أكتوبر 24, 2024 12:51 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» أبو نواس ، يغفر الله تعالى الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر
الأربعاء أكتوبر 23, 2024 1:45 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» قصة بشار بن برد مع الحمار
الثلاثاء أكتوبر 22, 2024 1:56 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الوصية حرام بهذه الطريقة
السبت أكتوبر 19, 2024 10:03 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» القرآن يتحدى الذكاء الاصطناعي
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 2:30 am من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» شرح كتاب منهاج الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى ، كتاب التيمم
الإثنين أكتوبر 14, 2024 1:10 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» حتى الكافر انتفع بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الإثنين سبتمبر 09, 2024 12:57 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» تفسير قول الله تعالى ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ )
الثلاثاء أغسطس 13, 2024 12:24 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان
» الايام الماضية والسابقة أين ذهبت
الإثنين يوليو 29, 2024 10:28 pm من طرف ابا محمد اسحاق حمدان